IMLebanon

نهاية التاريخ في اسرائيل وسرّ العقبة الأخيرة على الطريق!

 

تتصرّف الحكومة الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو وكأنها فازت بالجائزة الكبرى في هذا العصر وفي التاريخ، بعد اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة حصرية لاسرائيل. وتخلّت على الفور عن أساليب المراوغة والخداع التي كانت تتبعها في السابق، والتظاهر بالانخراط الجدّي في عملية السلام، حتى بعد أن تحوّلت الى ما يشبه المسرحية الهزلية! وهي فهمت مبادرة ترامب بما تعنيه في الشكل والمضمون، من انها تفويض أميركي مطلق بتهويد القدس كاملة، وتسريع السيطرة على كامل الأرض الفلسطينية التاريخية ربما باستثناء قطاع غزة، والعمل على اعلان اسرائيل دولة يهودية خالصة، وتمهيد الطريق أمام طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية بعد تحرير يهودا والسامرة!

 

حزب الليكود بزعامة نتنياهو سارع الى اعلان هذا المضمون بتصويت غالبيته الساحقة على مشروع قرار ضمّ كل مستوطنات الضفة الغربية لاسرائيل، بما يتيح السماح بالبناء الحرّ دون الحاجة الى تسميتها ب المستوطنات، وتطبيق القانون الاسرائيلي، والسيادة على كامل المجال الاستيطاني في الضفة والقدس! وتعتبر الحكومة الاسرائيلية انها لم تعد في حاجة الى مسرحية مفاوضات السلام، وسحبت اعترافها عمليا بوجود الشعب الفلسطيني وبمنظمة التحرير الفلسطينية التي اعترف بها ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني. وأسقطت كذلك من اعتبارها موقف المجتمع الدولي داخل المنظمة الدولية للأمم المتحدة ومؤسساتها وخارجها، مع الرهان على ان تلك الدول ستتبع أميركا عاجلا أو آجلا!

 

ما يحمل القيادة الاسرائيلية على الاعتقاد بأنها فازت بالرهان، وان اعتراف ترامب بالقدس هو نهاية التاريخ بالنسبة اليها، أمران حاسمان: الأول، غياب القيادة الموحّدة للشعب الفلسطيني، وغلطة تلك القيادة التاريخية بالتخلّي عن الصراع المسلح لاستعادة الحقوق. والأمر الثاني، غياب القيادة العربية الموحّدة، والانهيار العربي القومي العام دولا ومجتمعات بعد ضرب مراكز القوة فيها واضعافها تباعا الى درجة التلاشي! والتحوّل المذهل الذي حدث لدى دول عربية مؤثرة هو القبول بالأمر الواقع الاسرائيلي الجديد على علاّته، والانصراف عن مواجهته! غير أن العقبة الأخيرة التي لا تزال تواجهها اسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، هو الدولة الوحيدة التي لا تزال صامدة ولم تتخل عن دعوتها الى تحرير فلسطين من البحر الى النهر منذ التأسيس. وهي ايران بنظامها الاسلامي!

 

الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل تعتبران معا ان مسار ازالة هذه العقبة الأخيرة قد بدأ… وهذا له حديث آخر!