Site icon IMLebanon

لبنان يشهد للمرة السادسة عملية عدم تسليم وتسلّم بين الرئيسين السلف والخلف

ساعات على نهاية ولاية الرئيس الاستقلالي الـ13.. فهل ستطول مرحلة الشغور؟

48 ساعة تفصل عن نهاية ولاية عهد الرئيس ميشال عون، الذي سيغادر القصر الجمهوري غدا (الأحد) عند الحادية عشرة و30 دقيقة، حيث يخرج من مكتبه، ليودّع كبار الموظفين، ثم تعرض كتيبة من الحرس الجمهوري وتؤدي له التحية وتعزف موسيقى الجيش النشيد الوطني وموسيقى عرض حرس الشرف، يتوجه بعدها الى منصة خاصة أمام المواطنين الذين سيشاركون في وداعه ويلقي كلمة في المناسبة، ثم يغادر في السيارة الرئاسية قصر بعبدا وسط جموع المودّعين، من دون أن يسلّم خليفته، لأن مجلس النواب عجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية المحددة في المادة 73 – دستور والتي تنص: «قبل موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية بمدة شهر على الأقل أو شهرين على الأكثر يلتئم المجلس بناء على دعوة رئيسه لانتخاب الرئيس الجديد وإذا لم يدع المجلس لهذا الغرض فإنه يجتمع حكما في اليوم العاشر الذي يسبق أجل انتهاء ولاية الرئيس»، وهكذا انقضت كامل هذه المدة أي الشهرين ثم الشهر ثم الأيام العشرة الأخيرة من ولاية الرئيس من دون أن يتمكن مجلس نواب الـ2022 من انتخاب البديل. وسيغادر الرئيس عون قصر بعبدا من دون تسليم بين الخلف والسلف.

أول تجربة عدم تسليم وتسلّم
وهذه الحالة ليست المرة الأولى التي تحصل في الجمهورية الحزينة، فقد حصلت في السابق خمس مرات يضاف إليها هذه المرة في 2022 التجربة السادسة. ففي 18 أيلول عام 1952، قدّم الرئيس الاستقلالي الأول بشارة الخوري استقالته من رئاسة الجمهورية وجاء في كتاب الاستقالة:
«حضرة رئيس المجلس النيابي الأفخم،
لما كنت قد صممت على اعتزال منصب رئاسة الجمهورية، أرجو منكم التفضل بأخذ العلم بذلك، شاكرا لمجلسكم الكريم وللشعب اللبناني النبيل ما لقيته أثناء مدة ولايتي من ولاء ومحبة، ولي ملء الأمل أن يوفّق مجلسكم بانتخاب خلف لي يحافظ على كيان هذا الوطن اللبناني، وعلى استقلاله وسيادته، وعلى الميثاق الوطني الذي هو دعامة هذا الاستقلال، لأنه يؤمن الحب والوئام بين جميع الطوائف التي يتألف منها هذا الوطن العزيز.
وتفضلوا بقبول جزيل الاحترام
في 18أيلول سنة 1952

بشارة خليل الخوري».
وكان الرئيس بشارة الخوري قبيل إعلان استقالته كلّف حكومة برئاسة قائد الجيش اللبناني اللواء فؤاد شهاب التي استمرت حتى 23 أيلول، حيث تم انتخاب كميل شمعون رئيسا للجمهورية، وبالتالي، لم تحصل عملية تسلّم وتسليم بين الخوري وشمعون.
التجربة الثانية
أما المرة الثانية التي لم يحصل فيها تسليم وتسلم بين الرئيس الخلف والرئيس السلف فكانت حين ترك الرئيس أمين الجميل الحكم بلا انتخاب خلف له في 22 أيلول 1988 واستمر الفراغ الرئاسي حتى إنجاز اتفاق الطائف، حيث تم انتخاب الرئيس رينيه معوض في مطار القليعات الأحد في الخامس من تشرين الثاني 1989 أي بعد 409 أيام من الشغور الرئاسي، وفي نفس الجلسة أقسم اليمين متسلّما سلطاته الدستورية لكنه اغتيل بعد 17 يوما، في عيد الاستقلال، ليكون الفراغ الثالث الذي انتهى بانتخاب الرئيس إلياس الهراوي بعد يومين في بارك أوتيل شتورا وليقسم اليمين ويتسلّم سلطاته الدستورية في نفس الجلسة أي يوم الجمعة في 24 تشرين الثاني 1989.
غداً مرة جديدة: لا تسليم وتسلّم
أما عدم حصول عملية تسليم وتسلّم للرئاسة للمرة الرابعة فكانت حين غادر الرئيس العماد اميل لحود قصر الرئاسة في 23 تشرين الثاني 2007 من دون أن يتمكن مجلس النواب من انتخاب رئيس جديد، والذي انتهى الأحد في 25 أيار 2008 بانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي انتهى عهده في 24 أيار 2014، من دون أن تحصل عملية التسليم والتسلم، لينتهي عهد الرئيس سليمان من دون انتخاب رئيس جديد للمرة الخامسة واستمر الشغور الرئاسي حتى 31 تشرين الأول 2016، بانتخاب العماد ميشال عون، ولتتكرر عملية عدم التسليم والتسلم بين الخلف والسلف.
وغدا (الأحد) ستتكرر عملية عدم التسليم والتسلم بين الرئيسين السلف والخلف، في مشهد يدلّ مرة جديدة على عمق أزمة النظام اللبناني.