IMLebanon

نهاية العام بتحرير الرمادي

لم ينتِه هذا العام حتىُمني «داعش العراق» بهزيمة كبيرة٬ تمّثلت بتحرير الرمادي عاصمة الأنبار بالغرب العراقي من ظل «داعش» الأسود.

منذ احتلال «داعش» الرمادي في مايو (أيار) الماضي٬ وهناك غضب وقلق من مستقبل هذا التمدد الداعشي في العراق؛ بل إن خلع «الطائفي» نوري المالكي من رئاسة الحكومة العراقية جاء بسبب احتلال «داعش» الموصل؛ أهم مدينة عراقية بعد بغداد.

الفرح بتحرير الرمادي مفهوم ومستحق٬ رغم أنه ما زالت لـ«داعش» جيوب في الرمادي وكامل الأنبار٬ ورغم أن الموصل عاصمة الخليفة الداعشي٬ ما زالت تحت الظل الأسود الكئيب.

فرح مستحق لأنه يعني الكثير معنوًيا٬ بعد نحو 8000 طلعة أميركية جوية٬ بحسب بعض الإحصاءات٬ منذ بدأ التحالف الدولي لقصف «داعش» في سوريا والعراق.

من أسباب هذا النصر الواضح عدم إشراك ميليشيات «الحشد الشعبي» المنقوعة بمياه الحقد الطائفي الشيعي٬ التي اقترفت المخازي في تحرير تكريت؛ فمن حرر الرمادي مع القوات العراقية المسلحة هم قوات الحشد العشائري من أهالي المنطقة نفسها٬ وطبًعا الدعم الأميركي المتمثل بالغارات الجوية؛ أكثر من 600 طلعة٬ والتدريب والتسليح.

احتفل العالم بهذه البشارة مع نهاية العام الحالي وبداية عام جديد٬ بالغ رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي في الأماني فيه٬ معلًنا أن 2016 سيكون عام تحرير العراق بالكامل من «داعش» وتخليص مدينة الموصل. تحرير الموصل يفترض أن يكون معركة 2016 الكبرى٬ وتخليص المدينة الحدباء سيكون ضربة قاصمة لظهر دولة «داعش»٬ بما تمثله الموصل من ثقل سكاني واقتصادي وتاريخي٬ وجغرافي.

الركون لنشوة النصر في الرمادي خطأ فادح سيضيع مفاعيل الإنجاز الكبير. صحيح أنه نصر عظيم٬ وهو كما وصفته «نيويورك تايمز» الأميركية «أول علامة على بدء تراجع (داعش) وفقدانه الزخم»٬ لكن ما زالت هي معركة ضمن حرب٬ والحرب قائمة على سوقها٬ متوهج جمرها في ضفتي الفرات٬ العراقية والشامية.

هل يمكن استنساخ النجاح في معركة الرمادي بمواضع أخرى في العراق؟ لماذا نجحت الدولة العراقية في تحرير الرمادي٬ وتمكن العبادي من إعلان النصر من جامعة الأنبار٬ ورفع الجنود العلم العراقي على المركز الحكومي في الرمادي٬ وأسقطوا راية «داعش» السوداء؟

الإجابة عن هذه الأسئلة هي التي ستمّكن الدولة العراقية والعراقيين من تحرير الموصل٬ وكل المدن التي احتلها «داعش»٬ ومن أسرع الإجابات الواضحة استبعاد ميليشيات هادي العامري وأبو مهدي المهندس٬ وإدارة جنرال الإرهاب الإيراني قاسم سليماني.

هذا الدرس وعاه الأميركان٬ الدور الآن على العبادي والجعفري.

بداية جيدة لعام جديد.