انتهت «عاصفة الحزم» ام لم تنته، فلن يكون بوسع ايران الزعم ان اليمن من خلال تدخلها هناك لا تزال موحدة، بقدر ما حولتها طهران الى بلد مشتت ومفكك وضائع بين شعب يمني اصيل وبين العملاء من الحوثيين، حيث لا بد من القول في ظل التطورات الاخيرة ان اليمن التي كانت يمنين قد تحولت الى مجموعة شعب متناحر يبحث عمن يدله على طريق الانقاذ؟!
ولان الخشية من ايران اصبحت من ثوابت الخوف على السلم في دول الخليج العربي، تحولت دول مجلس التعاون الخليجي الى ما يفهم منه ان مجالات تدخل طهران في شؤونها سيؤدي الى تمزيقها ليس الا، مع كل ما يعنيه ذلك من غايات سياسية القصد منها اضعاف العالم العربي، من غير ان يؤدي ذلك الى تحسين وضع ايران التي تعاني من خوف داخلي يجسد مجموعة هواجس لم تنفع معها طريقة تعاطي النظام مع المعارضة الى ما يعني تعزيز الدولة والعكس صحيح، حيث التمزق بين اصول الحكم وفروعه في عدد من المناطق التي تعاني حكما بوليسيا جائرا. جراء ممارساته بحق من يختلف معه في الرأي؟!
وفي عودة الى اليمن، فان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء طالما استمر انتشار الحوثيين وتحكمهم بمفاصل البلد، وكأن اليمن الموحدة لا تعنيهم في شيء بقدر ما يهمهم ان يستمروا في السيطرة على الشارع حيث تمارس ابشع الموبقات المذهبية في بلد مشهور بعزة النفس. وليس من ينسى ما حصل في ايام التدخل المصري هناك من تطورات اسفرت بين ليلة وضحاها عن مجازر، بفعل سوء التصرف كما قيل انذاك؟!
صحيح ان المهم في موضوع اليمن هو المحافظة على اليمن من خلال دولة موحدة وشعب موحد، كي لا تتطور الامور هناك الى ليبيا ثانية، او الى ما يشبه الحال السائدة في كل من العراق وسوريا، حيث كل شيء وارد من خلال التمزق بين السلطة والشعب، من غير حاجة الى ان يستوعب الحوثيون مخاطر التدخل الايراني ونتائجه السلبية على وحدة البلد وشعبه من دون ادعاء العكس طالما استمر الاحتكام الى لغة السلاح ولا شيء سوى السلاح؟!
يخطئ من يتصور ان تدخل ايران في سوريا يهدف الى دعم النظام، مثل الحاصل في العراق حيث بلغ تدخل ايران العسكري ابشع المجالات والنتائج، حيث امكن القول ان طهران قد عرفت ماذا تريد، لكنها لم تعرف ما عليها فعله لتجنب المنزلقات الطائفية والمناطقية، انما الامور في سوريا مثلا تقاس بما تقدمه ايران من دعم عسكري ومادي واقتصادي لتجنب سقوط النظام في ما تفعل العكس تماما في كل من اليمن والعراق، على رغم قدرة العراقيين على مواجهة الجحافل الايرانية بقوة التفاهم بين مكونات الداخل اسوة بالحاصل في اليمن؟!
واللافت في هذا الصدد، ان سعي ايران الى اعادة خلط الاوراق المذهبية في مملكة البحرين لم يثبت جدواه خصوصا ان الاغلبية الشيعية في المملكة تعرف حقيقة وابعاد المطامع الفارسية بعدما تغيرت لهجة الشيعة هناك الى لهجة وطنية، مع العلم ايضا ان الايرانيين قد فشلوا في احداث ثغرات في البحرين، بفعل معرفة شعبها ان غاية طهران الوصول الى حصول تداعيات مماثلة لما هو حاصل في اليمن؟!
اما القول ان الغاية الايرانية في كل من البحرين واليمن والعراق وسوريا واحدة، لذا لن تقدر طهران على التعايش مع الازمات السياسية والعسكرية والمذهبية في الدول الانفة، كما لن يكون تطلع البحرانيين واليمنيين والعراقيين والسوريين الى ما يشبه الخروج من ازماتها في المستقبل المنظور، لان مجالات التعاطي العسكري لن تفعل فعلها مهما اختلفت اعتبارات الداخل والخارج، بحسب ما يجمع عليه المراقبون؟!
في الخلاصة، يبقى القول ان ايران لن تخرج سالمة من احداث ايران، بدليل عدم قدرتها على التواصل مباشرة مع اليمن، باستثناء ما سبق لها اعداده عبر الحليف الحوثي، فيما تعرف طهران ان تدخلها في سوريا محكوم بالفشل فور اعلان فشل الاصوليين في المحاربة على خط السلطة كما هو حاصل في العراق من دون ان يؤدي ذلك الى ما يفهم منه ان ايران ستخرج سليمة ومعافاة من حروبها المتنقلة نظرا لمعرفة شعوب المنطقة ان عداوتهم لاسرائيل تكفيهم للتشتت ولا يحتاجون الى مزيد من عوامل الفرقة؟!