Site icon IMLebanon

عمالقة “الطاقة” في فرنسا و”أقزامها” في لبنان

 

عمالقة الطاقة في فرنسا، «توتال»، «إنجي» للغاز، وكهرباء فرنسا، وجهت نداءً مشتركاً إلى الفرنسيين، ونشرته كبريات الصحف الفرنسية، دعتهم فيه إلى المبادرة فوراً إلى الإقتصاد في استهلاك الطاقة، «لأننا مقبلون على شتاءٍ قاسٍ في ظل نقص مؤكد في المحروقات والطاقة»، كما يقول النداء، الذي يضيف: «نحن، شركات الطاقة، نتحمل مسؤولياتنا، لقد قمنا بالفعل بتنفيذ إجراءات قصيرة الأجل للاستجابة لهذه الحالة الطارئة من خلال تنويع إمدادات الغاز، والتعبئة الاستباقية لمنشآت التخزين».

وبحنكةٍ لا مثيل لها، توجز الشركات العملاقة الثلاث ابرز اساليب توفير الطاقة، فتقول: «أكثر من أي وقت مضى، أفضل طاقة هي تلك التي لا نستهلكها. سيسمح لنا العمل هذا الصيف بأن نكون أكثر استعداداً للتعامل مع الشتاء المقبل وعلى وجه الخصوص للحفاظ على احتياطيات الغاز لدينا. لذلك ندعو إلى التوعية والعمل الجماعي والفردي حتى يغير كل واحد منا، كل مستهلك وكل شركة، سلوكه ويحد على الفور من استهلاكه للطاقة والكهرباء والغاز والمنتجات البترولية. يجب علينا أيضاً العمل على المستوى الأوروبي وإظهار التضامن. أسواقنا مترابطة. يعتبر الربط الأوروبي للكهرباء والغاز أكثر أهمية من أي وقت مضى».

حين نقرأ هذا النداء من عمالقة الطاقة الفرنسية، نسأل انفسنا بأسى: اين الدنيا؟ وأين نحن؟ فرنسا متخوفة من شتاء قاس، نحن نعاني القساوة في كل الفصول، ليس فقط بسبب الشح بل بسبب فقدان الدولار لتلبية السوق. فرنسا ليس لديها نقص في «اليورو»، ومع ذلك تتحسب وتتهيب الموقف، نحن ليس لدينا لا دولار ولا يورو ولا طاقة، لكننا نردد مع الشاعر: «فليُسعد النطق إنْ لم يسعد الحال».

ما من دولة في العالم إلا واتخذت احتياطاتها، نحن ماذا فعلنا؟ وماذا نفعل؟ عملياً لا شيء، نحن بلدٌ أصبح من دون تخزين: لا تخزين ودائع لأنها طارت، لا تخزين قمح لأن الأهراءات طارت، لا مياه لأن ضخ المياه بحاجة إلى كهرباء الآتية من المولِّدات، ولا مولّدات لأن لا مازوت. الدنيا متروكة والشعب متروك.

في فرنسا، عمالقة الطاقة يطلقون نداءً إلى الفرنسيين. في لبنان «الأقزام» يطلقون التصاريح والوعود، وبين كل تصريح وتصريح شح إضافي وانقطاع إضافي.

الغاز من مصر، حتى إشعار آخر، متعثِّر، والكهرباء من الاردن، حتى إشعار آخر، متعثرة، والموضوع متعلق بالعقوبات على سوريا بموجب «قانون قيصر»، السلطة في لبنان تعرف هذه الحقيقة وتحاول عبثاً التستر عليها ولكن ما النفع لأن «المياه تكذِّب الغطاس» ولأنه طالما تأخير الاستجرار قائم، فهذا يعني أن معالجات تحسين التيار متعثرة.

لا عجب، فعندنا أقزام لا عمالقة، وبناءً عليه، «الصيفية عالعتمة، وربما الشتوية أيضاً».