Site icon IMLebanon

الاشتباك لا يلغي الحوار.. والاستقرار ثابت!

ديبلوماسية السفارات» تستنفر لاحتواء التصعيد

الاشتباك لا يلغي الحوار.. والاستقرار ثابت!

جمّع إعدام الشيخ نمر النمر الغيوم في الأجواء السعودية ـ الإيرانية، فأمطرت في لبنان اشتباكاً سياسياً عنيفاً بين تيار «المستقبل» و «حزب الله».

«حزب الله» و «المستقبل»، ومن موقعهما، ذهبا في خطاب ناري بدت معه كل خيوط التواصل بينهما قد قطعت نهائيا.. أو تكاد.

«المسقبل» يهاجم «حزب الله» ويحاول حشره في زاوية «تدخل السيد حسن نصرالله في شأن سعودي داخلي يتصل بإعدام مواطن سعودي». وأكثر ما أغاظه هو النائب محمد رعد لأنه وضع الفيتو على عودة من سماه «المفلس في ملاذه»، أي سعد الحريري، الى رئاسة الحكومة.

الى أي مستوى سيبلغ الجو الصدامي بين «حزب الله» و«المستقبل»؟

يبدو أن لا غطاء للتوتير والاشتباك في لبنان.. فديبلوماسية السفارات تحركت على أكثر من خط، مع نصائح وتمنيات بضبط النفس وتخفيض سقف التوتر السياسي، وإبقاء لبنان بمنأى عن تداعيات الاشتباك السعودي ـ الايراني الآخذ في التصاعد والاحتدام على أكثر من ساحة.

أجواء السفارة الايرانية في بيروت لا تشي برغبة في تمدّد الاشتباك السعودي الايراني الى بيروت، وهذا ما لمسه ايضا المتواصلون مع السفارة السعودية.

مسؤول لبناني كبير تلقى «اتصالا أميركيا» وُصف بـ «المهم جدا». في جانب منه كان تطمينياً على الوضع اللبناني، يقول المسؤول الكبير إنه سمع ما حرفيته: «واشنطن ما زالت تعتبر الحفاظ على استقرار لبنان في رأس سلّم أولوياتها»، وفي جانب آخر، جاء الكلام الاميركي تحذيريا للبنانيين: «من غير الحكمة المس بالاستقرار اللبناني، فمن شأن ذلك أن يؤذي الجميع من دون استثناء. وهنا تقع مسؤولية اللبنانيين في أن يحموا استقرار بلدهم».

يضاف الى ذلك، أن القوتين المشتبكتين سياسيا في لبنان، وبرغم التوتر المتصاعد بين السعودية وإيران، تبدوان مصرتين على الانضباط تحت السقف الكلامي وان كان هذا السقف عاليا بعض الشيء، ولم تذهبا الى حد القطع النهائي بينهما مع ما لذلك من تبعات وسلبيات. وهما ما يزالان محافظين على شعرة التواصل، حتى ولو كان هذا التواصل شكليا.

وهذا الأمر يؤكده مرجع سياسي معني بالجمع بين هاتين القوتين، فهو على يقين بأن سقف المواجهة مفتوح بين السعودية وايران، وثمة ساحات اشتباك كثيرة بينهما يمكن أن تنزلا الى المواجهة فيها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ولكنه لا يعتقد أن هذا التداعي الإقليمي سيؤدي الى مشاكل كبيرة أو مطبات كبيرة في لبنان، وذلك لأسباب عديدة:

ـ اولا، حرص «حزب الله» و «تيار المستقبل» على إبقاء لبنان محيّدا ـ قدر المستطاع ـ عن الصراع الإقليمي.

ـ ثانيا، قناعة الطرفين بأن أي اشتباك من أي نوع بينهما، لن يخرج أحد منه منتصرا، بل سيفتح الجرح أكثر ويجعل من المستحيل دمله. وبالتالي هما يدركان أن لكل منهما مصلحة في إبقاء الوضع في لبنان مستقراً وليس ساحة اشتباك، ليس معلوما المدى الذي سيبلغه، وحجم التداعيات والسلبيات التي ستتأتى منه.

ثالثا، حاجة الطرفين، في زمن الأزمات التي تعصف بكل المنطقة، الى ساحات باردة وظهر آمن. فـ «حزب الله» يريد الحوار في ساحة هادئة لا تشكل ساحة إشغال خلفية له فيما هو على خط النار في سوريا وعلى الجبهة الجنوبية، ولقد سبق للسيد نصرالله أن دعا علنا الى أن نجنب لبنان صراعاتنا، ولنتصارع على أرض سوريا، والحال نفسها بالنسبة الى «تيار المستقبل»، فهو يريد الحوار لأنه يريد أن يبقي الشعرة موصولة مع «حزب الله»، لعلها تؤسس في لحظة ما، الى التمهيد لعودة سعد الحريري، ولو آجلا، الى رئاسة الحكومة.

واذا كان من غير المتوقع للصراع السعودي ـ الايراني المستجد، أن تكون له انعكاسات مباشرة أمنية أو شعبية أو اقتصادية، فإنه بالتأكيد، على ما يقول المرجع السياسي، ستكون له انعكاسات سياسية. وأولى الضحايا هي التسوية الرئاسية التي طرحها سعد الحريري، فهي إن كانت قبل الاشتباك السعودي ـ الايراني، قد تم تعطيلها لأسباب محلية، فقد جاء الاشتباك الاقليمي ليضيف الى سلة الأسباب المحلية، أسبابا خارجية تزيد من تعطيل ملف الرئاسة في لبنان، وتفرض على هذا البلد مزيدا من الانتظار وربما لأبعد من السنة الحالية.