تدرجت تسمية رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية بين لندن وواشنطن وصولا الى المملكة العربية السعودية فالرئيس سعد الحريري بحسب ما اعلنه وزير الداخلية نهاد المشنوق صراحة عبر برنامج »كلام الناس« من المؤسسة اللبنانية للارسال، من غير ان يعني ذلك ان الرجل قد تحول تلقائيا الى »صاحب الفخامة«، ربما لان العقدة الايرانية لا تزال تتحكم بمسار الاستحقاق الرئاسي والا لن يكون معنى لمساعي المعترضين على ذلك وفي مقدمهم الجمهورية الاسلامية في ايران التي سمت العماد ميشال عون مرشحا للرئاسة مدعوما من حزب الله؟!
والمؤكد في هذا الصدد، ان رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الذي تبلغ التسمية البريطانية – الاميركية، قد وضع الفرنسيين في الصورة من غير ان يعني ذلك ان الاليزيه قد وافقت بدورها على فرنجية بما في ذلك البطريركية المارونية التي هي على علاقة وطيدة مع الحريري الذي من المؤكد انه فاتحها بالاقتراح البريطاني – الاميركي الذي وصل الى اعتاب السعودية حيث لقي قبولا. اما وقد وصلت الرسالة الرئاسية الى من يعنيه الامر، فقد اصبح الموضوع على سكة مختلفة مفادها ان ايران قد رفضت تسمية فرنجية رئيسا بعدما جاءت تسميته من جانب الخصم الاميركي ولو بالتدرج الثاني بعد الاقتراح البريطاني.
ولان الامر قد تطور الى حد تسمية الامور بأسمائها، ثمة من يؤكد ان الوزير المشنوق عندما كشف النقاب عن السر الرئاسي قد ادلى به بعد التشاور مع الرئيس الحريري الذي لا يزال يتحرك في سياق المشروع الاول ككل، من غير حاجة الى انتظار اي موقف ايراني مغاير يصدر عن حليف طهران حزب الله، طالما ان الامور مرتبطة بأبعد من التسمية الى الترشيح وما الى ذلك من متطلبات سياسية يحتاجها فرنجية ليصبح رئيسا للجمهورية بعكس ما هو عليه رئيس تكتل التغيير والاصلاح الجنرال ميشال عون الذي يبدو بعيدا عن المناخ البريطاني – الاميركي – السعودي؟!
يفهم من كل ما تقدم ان الفرنسيين ليسوا في وارد تسمية فرنجية او انهم تجاهلوه بعدما ابلغهم الحريري الموقف الانكليزي – الاميركي بالنسبة الى ان الرئاسة ليست من نصيب عون العالق بوهم الرئاسة من دون ان يكون له نصيب في ذلك لاسباب واضحة لم يستوعبها الجنرال الى الان، ربما لان الغاية البريطانية – الاميركية لم تصله لا مباشرة ولا بالواسطة قياسا على كل ما تقدم من معلومات وردت صراحة وعلنا على لسان وزير الداخلية الذي يعتبر من اقرب المقربين من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري؟!
ماذا بعد الكشف عن السر الرئاسي الذي تدرج بين لندن وباريس وصولا الى الرياض من غير ان يلقى رفضا من الجهات المشار اليها بقدر ما فهم من الاعتراض الايراني – العوني حيث تردد ايضا ان عون كان على معرفة به وهو عندما اصر على ترشيح نفسه فلمجرد احراج الجميع بمن فيهم الرئيس سعد الحريري الذي كان يتصور ان الحل الرئاسي قد تكرس بين لندن وواشنطن كما الرياض من غير ان يعني ذلك ان الايرانيين قد اصبحوا في هذ الوارد، او ان الرفض قد تحول الى حال ايرانية واضحة لا يزال يجسد حزب الله الشكل المعترض عليها من الان وقبل الان وحتى اشعار اخر، بحسب اجماع من يفهمون ان ايران والحزب قد اصبحا على مزيد من الرفض وليس العكس (…)
كما يفهم من هذا التطور – التوضيحي لعقدة رئاسة الجمهورية ان مجالات حلها قد زادت صعوبة بل تعقيدا حيث لا بد من القول ان لا رئاسة جمهورية في المستقبل المنظور، الا في حال كانت تسمية ترشيح للرئاسة من غير المراجع المشار اليها، وهذا ما يحتاج الى كثير وقت لتذليل العقد بما في ذلك توضيح رؤية بريطانيا واميركا والسعودية، من دون ان ننسى الدور الواجب على الفاتيكان لعبه لتذليل التعقيدات المستجدة، هذا في حال كانت رغبة بوصول الاستحقاق الرئاسي اللبناني الى الغاية المرجوة منه؟!
المقصود مما كشف عنه الوزير نهاد المشنوق هو وضع الامور في نصابها فيما اكدت اوساط مطلعة ان ما اورده وزير الداخلية سيزيد من تعقيدات المعالجة خصوصا ان اي رئيس للجمهورية يجب ان يصل الى بعبدا بموافقة محلية ودولية في آن وليس من يتصور ان النائب فرنجية سيبقى مرشحا للرئاسة ومثله العماد ميشال عون الذي ترى مصادره ان الخبر الذي اعلنه الوزير المشنوق قد اطار صوابه، واي كلام اخر لا بد من ان يتضمن المزيد من حالات التعمية وليس العكس ابدا؟!