IMLebanon

رمز الاعتدال المستنير

برحيل عمر كرامي يفقد لبنان أحد أبرز رموز الاعتدال المستنير الرافض للوسطية العاجزة. في سياساته كما في نهجه التزم بممارسة الإقناع ورفض الإملاء.

الاعتدال بالنسبة إليه كان في أن تتميز السياسات والقرارات بخدمة العدالة المرغوبة.

كان ابن المدرسة القومية التي أرساها والده عبد الحميد وواصل السير على طريقها شقيقه رشيد. وهي المدرسة التي كان لها صداها في أوساط جيلنا والذي عبّرنا عنه عام 1944 يوم التخرج من الكلية الوطنية في الشويفات مع مجموعة من الطلاب حيث أرسلنا آنذاك برقية تهنئة بانتخاب عبد الحميد كرامي نائباً، بعنوان «لقد صار في البرلمان كرامة»،

هذا الإرث من عروبة الالتزام ومن قيم الحوار والتمسك بالوحدة الوطنية، بقي بمثابة البوصلة في حياة عمر كرامي الخاصة والعامة.

يفتقده لبنان في مرحلة هو أحوج ما يكون فيها إلى أمثاله.