ينصّب بعض الكتبة أنفسهم قضاة قضاء وقدر فيحكمون على الآخرين ويوجهون إليهم الإتهامات بالخيانة، ويبلغون في الحقد حدّ كيل الشتائم، واعتماد القدح والذمّ ما يقع ليس فقط تحت طائلة القانون، بل كذلك أيضاً خارج اللباقات والقِيَم الأخلاقية كلّها.
ونتجاوز هذه المسألة التي هي من «شيمهم» لنصل الى كلامهم على إسرائيل، ورمي الآخرين بالخيانة! هكذا بلمحة بصر، بل بشطحة قلم، وشطحة أفكار حاقدة عششت فيها البغضاء… وأما رمي التهم هكذا ببساطة فهذا من شأن القضاء البت به.
ويتحججون بإسرائيل، ونسأل: هل من لبناني كبير أو صغير يجهل أنّ إسرائيل هي العدو؟ وهي المحتلة، وهي مغتصبة الأرض، وهي سالبة شعب فلسطين أرضه وحقوقه كافة، وموقعة فيه المجازر الكبيرة؟!.
ألَيْس أننا كلنا، في لبنان، متوافقون على هذه المسلّمة؟ فلماذا المزايدات، والإدعاءات، والعنتريات، والاتهامات؟!.
واليوم، وفيما هؤلاء وجماعتهم يحتفلون بذكرى ما يسمونه «الانتصار الإلهي» في حرب تموز الذي مضت عليها إحدى عشرة سنة، والتي أسفرت عن سقوط آلاف القتلى، وآلاف الجرحى، وتدمير البنى التحتية اللبنانية في المناطق اللبنانية كافة: جنوباً وشمالاً، جبلاً وبقاعاً… اليوم بالذات، وفي هذه الذكرى تحديداً نسأل هؤلاء:
ماذا فعلتم منذ العام 2006 حتى اليوم؟
كم رصاصة أطلقتم على إسرائيل؟
ألَيْس أنّ العدو الاسرائيلي ينعم داخل حدود فلسطين المحتلة؟
ألَيْس أنّ قوات اليونيفيل تنتشر في المناطق الحدودية بعدما فرض القرار الدولي 1701 على «حزب الله» ألاّ يقترب من الحدود وأن ينأى عنها نحو 50 كيلومتراً.
أما هؤلاء المنظرون والشتامون فماذا فعلت جماعتهم في «المقاومة» سوى نقل البندقية من الوجهة الاسرائيلية الى الوجهة الاسلامية…
هكذا وجد «حزب الله» نفسه منقاداً الى الإنخراط في الحرب السورية ومشاركة النظام المجرم في قتل الشعب السوري وأيضاً في قتل التنظيمات الاسلامية في «داعش» و»النصرة» وسواهما… ما كبّد الحزب نحو 3000 قتيل حتى الآن هم من خيرة الشباب اللبناني الذين كان يجب أن يكونوا في خدمة لبنان وليس في خدمة المشاريع المشبوهة وفي طليعتها مشروع ولاية الفقيه، ولا يجدي الإدعاء بأنّ مقاتلة «داعش» و»النصرة» وسواهما هي حرب وقائية، فلولا انخراط «الحزب» في سوريا لما كانت أي مواجهة مع التنظيمات الاسلامية.
أمّا «الفيلم السينمائي» في عرسال فمكشوف جداً كونه اتفاقاً بين إيران وقطر وأيضاً دفع «حزب الله» ثمنه 27 قتيلاً.
كفى… كفى… واتقوا الله في وطنكم وشعبكم وشبابكم.
عوني الكعكي