IMLebanon

كفى مزايدة على آل سعود

للتاريخ أقول للذين نسوا أو تناسوا تضحيات آل سعود بالنسبة الى فلسطين والقدس إنّ الشهيد الاول للقدس كان المغفور له الملك فيصل بن عبدالعزيز، هذا الرجل العظيم الذي دفع حياته ثمناً لأنه أراد أن يصلّي في «الاقصى».

ولو عدنا بالذاكرة الى العام 1973 بعد حرب تشرين المجيدة لتذكرنا زيارة قام بها المغفور له الملك فيصل الى دمشق يوم قامت تظاهرة تطالب الملك بأنّ الناس يريدون الصلاة في القدس، وهذا الشعار بات أثيراً لدى الملك ولم يتوقف عن ترداده.

وللتاريخ أيضاً فإنّ جميع الملوك الذين تولوا الحكم تباعاً في المملكة العربية السعودية كانت قضية فلسطين همهم الأساسي، بدءًا بالملك خالد فالملك فهد والملك عبدالله المغفور لهم، وحالياً الملك سلمان أطال الله في عمره، وأولئك القادة كان لهم الأدوار الفاعلة والأساسية في حمل قضية فلسطين عموماً وقضية القدس خصوصاً الى المحافل الدولية، وتقديم المساعدات بمختلف أنواعها الى الشعب الفلسطيني، لا سيما الملك سلمان الذي دافع ولا يزال عن عروبة اليمن في وجه الهجمة الايرانية.

ولا يفوتنا أن نذكر دور المغفور له الملك فهد في تحرير الكويت، لذلك فإنّ المزايدة على آل سعود في قضية فلسطين خصوصاً وقضايا العرب والمسلمين عموماً مزايدة مكشوفة الأهداف والدوافع، ولا تستطيع أن تحجب الحقيقة الساطعة سطوع الشمس.

من هنا جاء هنري كيسنجر الى المنطقة وكان يبكي خوفاً على إسرائيل، طبعاً علينا أن نتذكر أيضاً الجسر الجوّي بين واشنطن وتل أبيب الذي لولاه لكانت فلسطين قد تحرّرت.

الخطة الاولى كانت إخراج مصر من الحرب مع إسرائيل باتفاق «كامب دايڤيد» الذي فرضته أميركا بتدخلها العسكري الفاقع مع إسرائيل ولحمايتها، فبقيت سوريا لوحدها في المواجهة.

يومها رفض الرئيس حافظ الأسد الذهاب الى مؤتمر السلام قبل الاتفاق على بنوده سلفاً… فترك السادات الأسد وحيداً، وتلك كانت خطة كيسنجر الأولى.

الخطة الثانية كانت أنّ كيسنجر قرّر أن يدمّر الجيوش العربية خصوصاً الجيش العراقي الذي لولا تدخله في المعركة لسقطت دمشق، وكانت الخطة بالتحضير للفتنة بين أهل السُنّة والشيعة، ولأجل ذلك جيء بالإمام آية الله الخميني بمشروع ولاية الفقيه وتشييع المسلمين السُنّة.

وبعد حرب استمرت 8 سنوات بين إيران والعراق وكلفت نحو ألف مليار دولار خسائر على العراق والدول العربية وإيران، كانت خطة الخميني سرقة علم فلسطين بحجة أنه أقفل السفارة الاسرائيلية واستبدلها بسفارة فلسطين، واستغل احتلال إسرائيل للبنان لدعم الشيعة وإنشاء المقاومة اللبنانية التي نشأت بشكل طبيعي… إذ مع كل احتلال لا بد من مقاومة ضدّه، إذ لا يمكن لشعب أن يقبل بالاحتلال.

وبعد خطأ صدام الكبير باحتلال الكويت استفادت أميركا من هذا الخطأ وجاءت الى المنطقة بذريعة تحرير الكويت.

وبقي العراق محاصراً منذ تحرير الكويت في العام 1990 حتى غزو أميركا للعراق سنة 2003، وكانت البادرة الاميركية الأولى حلّ الجيش العراقي.

وفي العام 2000 مات الرئيس حافظ الأسد ومرض الملك فهد، والرئيس حسني مبارك أقام في شرم الشيخ، وهكذا أصبح العالم العربي من دون رأس، وفلت الملق، وتولى الرئاسة في سوريا بشار الأسد الذي ليس له علاقة بأصول الحكم معتبراً الكرسي الرئاسي وراثة… وبلغ به الأمر أنه مستعد لقتل الشعب السوري بكامله من أجل البقاء في الحكم.

ومن أسف شديد أنّ المقاومة التي حرّرت لبنان تحوّلت الى المشروع الايراني، وبدلاً من أن تهتم بفلسطين بات اهتمامها فقط محاربة الشعوب العربية إن في سوريا أو في العراق أو في اليمن.