نحن العرب أساتذة في اضاعة الفرص، وبالتالي تغرق قضايانا الكبرى في الخيبات المتتالية بدءاً برفضنا قرار تقسيم فلسطين الصادر بتاريخ ٢٩ تشرين الثاني ١٩٤٧ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ثم لم نكتف برفض مشروع الرئيس التونسي بورقيبة ٢١ نيسان١٩٦٥ الذي قال بالقبول بتقسيم فلسطين على قاعدة «خذ وطالب»… بل اتهمنا الرجل بأنه عميل صهيوني وقامت التظاهرات ضده في عواصم عربية عديدة وجرى تحطيم عشرات المحلات التجارية في بيروت.
وفي العام ١٩٧٠ قبل الرئيس جمال عبد الناصر مبادرة روجرز (وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية) وأيضاً قامت التظاهرات ولم تقعد واتهم القائد العربي الكبير بخيانة القضية.
قصر النظر هذا أوصلنا الى ما نحن فيه اليوم من ضياع شبه كامل لفلسطين وقضيتها حتى ان القدس في طريقها الى الضياع ومعها أيضاً الجولان السوري المحتل بمواقف وقرارات الرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب.
استذكرت هذه الخيبات المتلاحقة في ضوء بعض ردود الفعل على حراك الموفد الاميركي دايفيد ساترفيلد الذي يقوم بجولات مكوكية بين لبنان والعدو الاسرائيلي في وساطة حول ترسيم الحدود خصوصاً البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة.
على من يزايد هؤلاء؟ أعلى الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري الذين أجمعوا على أن هناك أجواء إيجابية وفرصة قد تكون سانحة ولا يجوز إسقاطها؟
وعندما يقول الرئيس بري بالايجابية وهو إبن الجنوب والمناصل في سبيل القضية المركزية، يوجد من يزايد عليه؟
فهل يريد المزايدون أن تفوت هذه الفرصة على لبنان ويتأخّر إستخراجه الغاز والنفط من مياهه الاقليمية في وقت تستعد اسرائيل للبدء في عمليات التنقيب التي لا يستبعد أن تطاول حقوقنا الاقتصادية البحرية وهي التي لديها الإمكانات لأن تسحب من حصة لبنان في البلوكات المشتركة بين لبنان وفلسطين؟
لقد آن الأوان للتعامل مع التطورات والمستجدات بواقعية لأن الوضع الاقتصادي اللبناني بالغ الدقّة لا يحتمل مزيداً من الجرجرة في اتخاذ المواقف الجريئة.ف كم بالحري إذا كان الأمر يتعلق بحق لبناني صُراح.