IMLebanon

كفى تهديم الوطن

 

 

في البلدان الديموقراطية يوجد دائماً فريق معارض للسلطة وفريق الموالاة أي مع السلطة.

 

إلاّ في لبنان! فالفريق المعارض لا يعارض كما يجب أن تكون المعارضة، بل هناك من يريد أن يهدم الهيكل فوق رؤوس الجميع لأنه ليس في السلطة!

 

رئيس لجنة الاتصالات النائب حسين الحاج حسن هو في كتلة نواب «حزب الله»، وهو يتابع ويدقق بكل ما يخص وزارة الاتصالات، وبالذات بشركتي الاتصالات «ألفا» و»M.T.C» وأيضاً بشركة أوجيرو.

 

والسؤال هنا ما دام «حزب الله»، وبناءً على طلب الرئيس السوري الذي تخلّى عن نائب حزب البعث في البرلمان المهندس الاستاذ عاصم قانصوه ليضم اللواء جميل السيّد الى كتلة «حزب الله» النيابية وهكذا وصل السيّد الى مجلس النواب… وبما أنّ الاسد قرر ذلك فلماذا يغرّد السيّد منفرداً مطلقاً اتهامات وشائعات ليس لها أي مصداقية، ما اضطر مكتب وزير الاتصالات محمد شقير لإصدار بيان أوضح فيه الحقائق كافة، مفنداً كلام السيّد، وأهم ما جاء فيه انه لا يوجد في هذا القطاع أسرار نووية.

 

القضاء

 

من ناحية ثانية نتوقف عند تصريح رئيس مجلس القضاء الأعلى الرئيس جان فهد الذي قال: كيف يمكننا أن نفسّر أنّ هناك قضاة يتمنعون عن القيام بعملهم ويستمرون بقبض رواتبهم؟

 

كيف يمكننا أن نفسّر بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي لقضاة يقومون بأعمال رياضية وحفلات خاصة وعامة ويتمتعون في أرقى المطاعم!

 

فعلاً إنّ الرئيس جان فهد هو مثال مميّز للعدل والضمير والحق، إنّه ينتقد زملاءه بكل جرأة غير آبه بأي ردود أفعال أو خسائر، ينطبق عليه المثل «صديقك من صَدَقك لا من صدّقك».

 

فعلاً كيف يمكن للقاضي أن ينفذ أي اضراب أو اعتكاف وتحت أي ظرف من الظروف؟

 

القاضي صاحب سلطة إلهية فهو يصدر الأحكام باسم الشعب، وصوت الشعب من صوت الله… فكيف له أن يعتكف أو أن يُضرب؟ أين الضمير؟ أين مصالح الناس؟ على كل حال أكتفي بما قال رئيس مجلس القضاء.

 

مصرف لبنان

 

لا يكاد يمر يوم إلاّ هناك انتقاد لحاكم مصرف لبنان… ما يدفع الى التساؤل: ما هو السر وراء هذه الحملة؟ يتبيّـن لنا، من حيث المبدأ، ان المثل الذي يقول «إنّ الشجرة المثمرة هي التي تُرمى بالحجارة»… لذلك فإنّ الحملة «طبيعية» على قطاع المصارف الذي يقف لوحده برئاسة حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة الذي يقف سداً منيعاً للحفاظ على العملة الوطنية (الليرة اللبنانية) وقام بهندسات مالية أنقذت القطاع المصرفي، وبدل أن يكون هذا القطاع في موقع الخاسر أصبح في موقع الرابح، وكما قال رئيس مجلس إدارة بنك بيروت الدكتور سليم صفير، فقد استطاع سلامة أن يجلب الى لبنان أربعة مليارات دولار ودائع في أصعب الظروف.

 

أميركا واللوبي اليهودي الذي يسيطر على المال فيها لم يستطيعا أن ينتصرا على لبنان في العقوبات التي طاولت كل بنوك العالم… والبنوك اللبنانية تكاد تكون الوحيدة التي لم يتمكن منها سيف العقوبات لأنّ حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة عرف كيف يتعامل معها، وأبقى عيونه مفتوحة على التعاملات كلها ويراقب عن كثب كل صغيرة وكبيرة كي يحمي القطاع من العقوبات.

 

وعلى كل حال هناك سؤال وهو: لولا المصارف من أين كانت الدولة ستأتي بالأموال لدفع رواتب الموظفين جميعهم بمن فيهم الجيش وقوى الأمن؟!.

 

عوني الكعكي