بكل المقاييس، ليس مسموحاً أن يحصل ما حصل في مطار بيروت، فهذا تصرف مدان وغير مسؤول بصرف النظر عن أسبابه ومسبباته.
بكل المقاييس، فإنَّ ما حصل في مطار بيروت هو استهتار من العيار الثقيل، انتهى وللأسف الشديد بما يشبه تبويس اللحى.
بكل المقاييس فإنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه في مطار بيروت، فإننا سنصل إلى يوم يصبح فيه لبنان من دون متنفس إلى الخارج.
هذا الكلام ليس مبالغة ولا هو تهويل. هذا كلام ينطلق من واقع ما جرى، ليس منذ يوم الأربعاء بل منذ مطلع هذا الصيف والذي بلغ ذروته الأربعاء.
فما معنى أن يختلف رئيس جهاز أمن المطار في الجيش اللبناني مع قائد سرية المطار في قوى الأمن الداخلي؟
ما معنى أن يقول جهاز أمن المطار إنَّه كان يتعقَّب إرهابياً من دون التنسيق مع قائد سرية المطار قد يمرُّ في المطار؟
وما معنى أن يوجِّه قائد سرية المطار كتاباً إلى رئيس جهاز أمن المطار يطلب فيه عدم تصوير عناصره، وهذه العملية يقوم بها عناصر جهاز أمن المطار؟
هل تعرفون أنَّ عقدة العدو الإسرائيلي هي مطار بيروت؟
هل تعرفون أنَّ مطار بيروت هو أول هدف انتقمت منه اسرائيل في ستينيات القرن الماضي فضربت أسطوله الجوي؟
هل تعرفون أنَّ الإجتياح الإسرائيلي عام 1982 استهدف، من ضمن ما استهدف، مطار بيروت؟
ناهيك عن عام 2006.
هل تعرفون أنَّ كل تهديد من العدو الإسرائيلي للبنان، يبدأ بالتلويح بضرب مطار بيروت؟
إسرائيل تضحك في عبِّها، وللأسف الشديد!
لماذا؟
لأنَّ في لبنان هناك بعض المسؤولين إما أنهم غير عارفين ماذا يفعلون، أو هناك مسؤولون غير مدركين لممارساتهم، وأنهم بتصرفاتهم يقدِّمون خدمة مجانية لمن يتربصون بلبنان.
تصوَّروا على سبيل المثال لا الحصر أن يحصل في مطار شارل ديغول في فرنسا أو مطار JFK في نيويورك أو في مطار هيثرو في لندن أو في مطار ليوناردو دا فينشي في روما، أو في غيرها من مطارات العالم، ما حدث ويحدث في مطار بيروت، فماذا تكون النتيجة؟
هل يبقى مسؤول أمني واحد في مكانه في تلك المطارات؟
هل يمرُّ الأمر من دون فتح تحقيق؟
هل تمرُّ الأمور هكذا بكل بساطة؟
هذه هي الطامة الكبرى، وما لم يتم تداركها بسرعة، فعلى المطار السلام!
وبعد ذلك لا تتحدثوا عن توسعة المطار، لأنه ما نفع التوسعة إذا كانت هذه الفوضى المستشرية ستستمر!