لا يزال بعض السياسيين يعتبر أنّ ما جرى عام 2006 هو انتصار للمقاومة وإفشال لأميركا ولمشروعها الذي يُعرف بالشرق الأوسط الجديد.
ضحكت عندما قرأت هذا الكلام وقلت لماذا نصر أن نضحك على شعوبنا؟
لماذا نكذب الكذبة ونصدّقها ثم نعتمدها كعنوان لانتصار وهم؟
كيف يكون الانتصار وخسرنا 5000 قتيل وجريح أولاً، و15 مليار دولار في البنية التحتية ثانياً.
والأنكى إزاحة «حزب الله» من المنطقة الحدودية مع العدو الاسرائيلي 60 كيلومتراً من جنوب الليطاني الى شماله… والأهم أنّ هناك قوات دولية تفصل بين «حزب الله» والعدو الاسرائيلي بموجب القرار الدولي رقم 1701.
ماذا خسرت إسرائيل في تلك الحرب؟
وماذا خسرت الولايات المتحدة الأميركية؟
وماذا ربحنا؟!.
ليته اكتفى بهذا الانتصار بل ذهب الى انتصار ثانٍ للمقاومة وللممانعة وهو هذه المرة انتصار 2011.
حسب قوله إنّ المشروع الاميركي انكسر مرتين، المرّة الأولى عندما هزم الحزب إسرائيل في العام 2006 كما ذكرنا.
والمرّة الثانية في العام 2011 عندما أسقط النظام والحزب المؤامرة على سوريا التي تدعم المقاومة وتحميها… وهذا الإرهاب كله الذي يحاربه النظام السوري هو من فعل المؤامرة الأميركية التي تريد أن تنفذ مشروعها «الشرق الأوسط الجديد».
وهنا أطرح بضعة أسئلة آمل وأتمنّى أن يجيبني أحدٌ عليها:
أولاً: هل العراق اليوم هو العراق الذي كان قبل سقوط صدّام حسين؟
ثانياً: هل تقسيم العراق هو انتصار للمقاومة والممانعة؟
ثالثاً: هل سوريا اليوم هي سوريا التي تركها الرئيس حافظ الأسد عام 2000؟
رابعاً: هل خروج الجيش السوري بالطريقة التي خرج منها من لبنان عام 2005 خروجاً مشرّفاً؟!.
خامساً: هل ما يجري في سوريا اليوم هو في مصلحة الشعب السوري وفي مصلحة الإستعداد لمحاربة إسرائيل؟
سادساً: هل تهجير 11 مليوناً من أصل 25 مليون مواطن سوري هو انتصار للمقاومة ضد إسرائيل؟
سابعاً: هل تهديم أكثر من نصف البيوت فوق رؤوس السوريين وتهديم المدارس والجامعات والمستشفيات هو انتصار للمقاومة والممانعة؟
أين الإنتصار؟
من ناحية ثانية، يقول إنّ ذهاب «حزب الله» الى سوريا لمحاربة الإرهاب والأهم أنّه أرعب الإرهابيين كي لا يجيئوا الى لبنان ويتمشوا على أوتوسترادات لبنان…
هنا، أريد أن أسأل: كيف كان الوضع قبل ذهاب «حزب الله» الى سوريا، وكيف صار بعده؟
كيف أصبحت الضاحية هدفاً للإرهاب وكم تفجيراً حصل فيها؟ ولماذا لم يحصل ذلك قبل؟ أليس ذهاب «حزب الله» الى سوريا هو الذي تسبب بمجيء الارهاب الى لبنان، واضطر «حزب الله» الى الاستعانة بالدولة اللبنانية وبالأخص بالجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لكي يحمي الضاحية الجنوبية؟!.
كل هذا انتصار للمقاومة وللممانعة؟ جميل… ولكن أين خسائر أميركا وهل يستطيع أحدٌ أن يدلّني عليها؟!.