IMLebanon

كفى مقامرة بمصالح الشعب والوطن

ذهب «حزب الله» الى سوريا متورطاً في حربها الشرسة الى جانب النظام ضد شعبه، بقرار منه ومن إيران، ولم يسأل أحداً على المستوى اللبناني الوطني، مع أنّه يعرف مسبقاً أنّ مثل هذا القرار يلقى معارضة من نصف اللبنانيين على الأقل!

من حيث المبدأ كيف يحق لأي جهة داخلية ان تتخذ قراراً، على هذا المستوى بالذات، علماً أنّ هذه الجهة تزعم أنّها وفاقية وميثاقية… والقرار يتناول الشأن الوطني المصيري على صعيد الإنخراط في حرب وتوريط لبنان كله في التداعيات.

وبالرغم من كل المناشدات فالحزب يعتمد أسلوب «الاذن الطرشاء» فلا يرد ولا يهتم ويكتفي بالإدعاء أنّه ذهب ليحمي المقامات الدينية الشيعية، ثم تطوّرت الذريعة الى أنّه في سوريا كي لا يأتي الارهاب الى لبنان!

ومن أسف شديد… لقد جاء الذين يحاربهم الحزب الى لبنان، فلقد استدرجهم تورّطه ضدّهم الى أن يأتوا ليحاربوه في لبنان! وها هي «داعش» في جرود لبنان الشرقية.

ويبدو أنّ «حزب الله» لم يتعلم شيئاً من حرب الـ2006…

و»النصر الإلهي» الذي يعتز به أبعده عن الحدود مع العدو 45 كيلومتراً الى شمال نهر الليطاني.

والبندقية المعدّة للتحرير تحوّلت مهمتها الى احتلال بيروت و»تحريرها» من أهلها.

«إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا»! ولكن الحزب لم يستتر فماذا يقصد، اليوم، من هذه العبوة التي فجّرها في دورية إسرائيلية وعمل منها قضية القضايا؟ هل يريد استدراج إسرائيل الى حرب ضد لبنان؟

ألا تكفينا حرب الـ2006 وتداعياتها من ضرب المرافق وتدمير البنى التحتية وخسائر 15 مليار دولار… والأهم سقوط 1500 قتيل و5000 جريح ومعوّق؟!.

وهل يتحمل لبنان حرباً جديدة مع إسرائيل؟

نعلم أنّ إسرائيل تعيش اليوم أجمل أيامها، فما يجري في العراق وسوريا ولبنان من تقاتل ودمار وآلاف القتلى وملايين المشرّدين والجرحى والمعتقلين (…) كله في مصلحتها.

وإذا كان «حزب الله» يطمح الى أن تأتي إسرائيل فتشن حرباً لتنقذه معنوياً فهو واهم، لأنّ إسرائيل مرتاحة لوجوده غارقاً في مستنقعات سوريا وعسال الورد وحتى في… العراق!

فكفى مكابرة، وكفى استهتاراً بأرواح المواطنين، وكفى لعباً بمصالح الشعب اللبناني…

والحساب آتٍ مهما طال الزمن!