IMLebanon

كفى، إذلالا للناس

التظاهرات كثيفة العدد.

الناس زحفوا بمئات الألوف، الى ساحة الشهداء.

باختصار قال الشعب كلمته.

وعلى من في الحكم، أن يسمع كلمة الناس.

وبوضوح، عبَّر المواطنون بحرية، عن رفضهم للطبقة الحاكمة.

جاءوا من كل لبنان.

وحضروا من معظم الأطياف.

وصرخوا بصوت واحد: كفى.

إلاّ أن الطبقة الحاكمة ليست من هذا العالم.

هي من عالم آخر.

هي عناوين الفساد.

ورموز خلاقة للفضائح.

كان لبنان يفتش عن وسائل لاصلاح النظام.

وأصبح كله في جمهورية النفايات.

عيب، يا جماعة.

لا أحد في البلد ينتابه خجل، أو يراوده حياء.

معظمهم، أصبحوا روّاد كراسي.

لا أحد هزّه صراخ الناس، وهم يهتفون بصوت عالٍ: كفى، كفى، كفى.

ومع ذلك، كان ثمة وزراء لا يخجلون من التشاوف.

وتحذير المواطن بأنه مهدّد بخيار واحد، وحيد، هو خيار الزجّ في غياهب السلطة.

***

مئات الألوف هتفوا لقانون انتخابي جديد، عنوانه النسبية.

وعشرات الألوف صرخوا نريد انتخابات جديدة، ورئيساً جديداً، نوعية وتمثيلا في رئاسة الجمهورية.

ومع ذلك فإن ثمة في الشارع، غلماناً تسللوا الى حفنة من الناس، وراحوا يرشقون الشعب، وبينهم القوى الأمنية بالحجارة والزجاجات الحارقة.

قبل أيام نزل مئات الألوف من الشباب، من أمام وزارة الداخلية الى ساحة الشهداء.

قالوا ان الأميركان دفعوهم الى التظاهر.

معليش ليقولوا ما يريدون.

لا أحد يتظاهر بالقوّة.

ولا بأس، اذا ما دفعهم الأميركان الى رفض السلطة، الباغية.

المهم، انهم تحركوا، وعبّروا عن معارضتهم لسلطة تريد ان تتسلّط عليهم.

إلاّ أن مئات الألوف نزلوا الى العاصمة. حضروا من أقاصي عكار والجنوب، والبقاع والجبل. جاءوا من كسروان والمتنين الشمالي والجنوبي، طالبوا السلطة بمغادرة السلطة.

والقصة، ليست قصة انتفاضة برتقالية، بل قصة صرخة انسانية من الأعماق، تقول بحرية: لبنان يرفض العبودية.

هل هذه حكاية شعب يريد عنفوانه، ولم يعد يريد الاحتقار!

***

العماد عون همس في الآذان، داعياً الى النزول الى الشارع.

والشعب لبّى النداء.

أما الحكام فقد كانوا في موقع آخر.

ولعل أصغر كلمة تقال فيهم: احترسوا من المستقبل.

ذلك، ان للمستقبل شعباً ليس من طينتهم ولعلّ الأسبوع المقبل، يقول رؤساء الكتل للرئيس نبيه بري، لقد طفح الكيل والشعب يقول لهم كفى إذلالاً للمواطن.