لبنان بلد صغير بإمكانيات محدودة وبغض النظر عن موقعه الجغرافي (الحدود مع إسرائيل) يبقى حجمه صغيراً.
ومن أسف أن هذا التبجح منذ العام 2006 حتى اليوم، بالانتصارات الإلهية… هو مجرّد وهم كبير.
فيكفي الكلام على النصر الإلهي فيما خسرنا 5000 شهيد وجريح… و15 مليار دولار خسائر مباشرة جراء الأضرار الفادحة التي ألحقتها إسرائيل في البنى التحتية.
فليتواضعوا وليتحدثوا عن الدفاع عن النفس وحسب، أمّا الإنتصار فأين هو؟
ولدينا سؤال: مع احترامنا لسماحة السيّد حسن نصرالله الذي ليس مقتنعاً وحسب بانخراطه في الحرب السورية بل يدعو الآخرين الى مشاركته، فهل نسي أنه بدأ التدخل في سوريا بذريعة حماية المقدسات والمقامات الدينية، ثم كان الكلام على الإرهاب في المطلق، وأصبحنا بحصرية «داعش».
ولم تكفه سوريا، فتوجه الى العراق أيضاً بذريعة محاربة «داعش».
بصراحة إنّ التطرّف الشيعي هو الذي خلق «داعش»، وكل تطرّف بحاجة الى تطرّف مقابل، يغذي أحدهما الآخر، فالتطرّف الاسرائيلي هو وراء التطرّف في غزة، و»القاعدة» وجدت نتيجة للتطرّف الاسرائيلي… وعندما أخذوهم الى أفغانستان كانت بذريعة محاربة الشيوعية الماركسية.
فليتواضع السيّد وليعدْ الى لبنان… هذا إذا سمح بذلك قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، لأنّه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الذهاب الى سوريا ثم الى العراق…
وإذا كان سماحته يعتقد أنّ طاولة الحوار هي للتسلية فنقول له إنّه سيأتي يوم قريب يندم فيه على هذا الإعتقاد، لأنّ «لا أحد أكبر من دولته» ونذكّره بأنّه ما من أحد دخل لبنان وقدر أن يحكمه… لا الفلسطيني ولا السوري ولا الاسرائيلي.
إنّه واهم كل من يظن أنّه يستطيع منفرداً أن يحكم لبنان، فهذا البلد لا يُحكم إلاّ بالتوافق بين مكوّناته جميعها مسلمين ومسيحيين.