IMLebanon

كفى كذباً وخداعاً وشراء ضمائر

 

كثر الحديث عن زيارة موفد الديوان الملكي السعودي الى لبنان نزار العلولا فاعتبره فريق 8 آذار وزبانيته انه تدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية من باب الانتخابات، البعض الآخر زايد أكثر فادعى أنّ الموفد السعودي يشتري الضمائر ويتدخل في الشأن الداخلي.

 

ضحكت كثيراً وطويلاً عندما قرأت هذا الكلام في بعض الصحف الموالية لجماعة “حزب الله”، الى ذلك المقولة التي يعرفها الجميع: “لو الجمل بيشوف حردبتو كان وقع وفك رقبتو”.

ولا بدّ من الدخول في بعض التفاصيل الشاهدة على تاريخ العلاقة بين السعودية ولبنان:

أولاً- منذ بداية الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1975 المؤتمر الأول الذي عقد لمصالحة اللبنانيين كان في الرياض في العام 1976 الذي أقرّ تشكيل قوات الردع العربية من سوريا واليمن والسعودية والامارات العربية المتحدة والكويت… وكانت مهمة هذه القوات الفصل بين اللبنانيين والفلسطينيين، وبعد انسحاب البلدان العربية منها اقتصرت على سوريا وحدها.

ثانياً- مَن في لبنان أو في العالم لا يعترف بأنّ “اتفاق الطائف” الذي توصّل إليه المجلس النيابي الذي ذهب بكامل أعضائه، في ذلك الوقت، الى المملكة بإعلانه “اتفاق الطائف الدستوري”، وكان نهاية للحرب الأهلية وبداية لعودة الدولة… وعلى أثره عادت الدولة اللبنانية: انتخاب رئيس الجمهورية، تشكيل الحكومة، إعادة الإعمار… هذا كله بفضل الجهود المضنية التي بذلتها المملكة يوم كان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل ومعه زملاؤه الكويتي والمغربي والجزائري… وهو ما ننعم به اليوم أي “اتفاق الطائف” الذي بفضله قامت الدولة وهو لم يكن ليولد لولا الرعاية السعودية.

ثالثاً- يوجد في المملكة وفي دول الخليج نحو 800 ألف لبناني، في المملكة وحدها 500 ألف يحوّلون من المملكة الى لبنان سنوياً 4 مليارات دولار، ويحوّل اللبنانيون في سائر بلدان الخليج 3 مليارات.

رابعاً- إثر كل اعتداء قامت به إسرائيل على لبنان منذ 1978 و1982 و1994 وحتى العام 2006… كانت السعودية تدعو الى مؤتمر لتقديم المعونات والأموال الى الدولة اللبنانية.

وبالمناسبة، وفي 2006، فإنّ المملكة هي الدولة الأكثر مساعدة للبنان تأتي من بعدها دول الخليج الكويت وقطر والإمارات.

خامساً- لم يعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان إلاّ كانت المملكة الأولى في دعم أي مشروع من أجل لبنان.

في المقابل، نريد أن نسأل: ماذا قدّمت إيران الى لبنان؟

على صعيد الدولة لم تقدّم إيران شيئاً في أي يوم من الأيام، ولا حتى مجرّد دولار واحد، وبالرغم من وعدهم بتسليح الجيش فهذا وعد فارغ خصوصاً أنهم لا يقدرون على ذلك بسبب الحظر عليهم… وأيضاً وعدهم بالكهرباء هو حكي بحكي.

أيضاً هل يستطيع أحد أن ينبئنا بأعداد اللبنانيين الذين يعملون في إيران؟ الجواب: صفر! لا بل أصبح اللبنانيون مكروهين من الشعب الايراني، ونذكر بحادثة رجل الدين الشيعي الذي أنزلوه من سيارة التاكسي في إيران وانهالوا عليه ضرباً إنتقاماً من حكام إيران الذين يقطعون الأموال عن شعبهم ليعطوها لـ«حزب الله»، وهذا ليس مجرّد كلام عابر، بل هناك فعلاً حال كبرى عن الإحتجاج الشعبي في إيران على صعيد المعيشة والاقتصاد، في الوقت الذي تنفق فيه الحكومة الايرانية المليارات على مشروع «التشييع»، ويفوت آيات الله أنّ عدد الشيعة في العالم هو 150 مليون نسمة، في مقابل مليار و350 مليون مسلم سنّي، وبالتالي فمشروعهم انتحاري.

وأما الكلام عن الهلال الشيعي، فكتبنا مراراً ونعود للتذكير بأنّ إيران تستطيع أن تخرّب في العالم العربي (كما فعلت في العراق واليمن والبحرين وسوريا ولبنان) ولكنها لا تستطيع أن تحكم، والتجربة الأكبر في لبنان: بالرغم من المليارات التي أنفقتها طهران على «حزب الله»، عندما قام الحزب بانقلابه في العام 2009 على سعد الحريري وشل حكومته، لاقى الفشل الذريع، فانهار اقتصاد البلد وعمّت الاضطرابات… وعجز الانقلاب عن أن يقلّع!

ونقول للذين يزعمون أنّ المملكة السعودية تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي أنّ مَن أنجز قانون الانتخابات هو «حزب الله»! ومَن يدفع الفلوس لما يُسمّى بالمعارضة السنّية أو الدرزية أو المسيحية هو «حزب الله»، وإيران ترسل شهرياً كميات هائلة من «الكاش ماني» (Cash money) في كونتينر يصل الى لبنان، وقبل نهاية الشهر بثلاثة أيام يدور المعتمد المالي لـ»حزب الله» (وهو…) على الزعماء ويسلمهم الرشوة المالية يداً بيد!

وفيما تعاني معظم الصحف اللبنانية الأمرين وهي مهددة بالتوقف بسبب شح المال السياسي خصوصاً من المملكة، نرى الصحف التابعة لـ»حزب الله» مباشرة أو مداورة إنما تعيش في أفضل أوقاتها وتحوّل إليها مرتبات وتعويضات الموظفين وسائر النفقات من ورق وطباعة و…

أخيراً: ننصح المرشد الأعلى بأنه ليس بالمال يستطيع أن يحقق مشروعه، مشروع التشييع، ولا بالمال (شراء الضمائر) يمكن أن يصبح قوة دولية عظمى، ولا بالكذب (كسرقة العلم الفلسطيني والمتاجرة بالقدس) سيصدقه الناس، فلقد انكشف مشروعه الذي هدفه الوحيد تدمير العالم العربي (من العراق الى سوريا الى لبنان الى اليمن وإلى البحرين…) خدمة للمشروع الصهيوني، فكل ما يجري على يد إيران في المنطقة يصب في مصلحة إسرائيل.