يشن حارسو الفراغ حملات عدوانية ضد المسيحيين ويخونونهم ويتهمونهم باتفاقيات وصفقات لا وجود لها وكل ذلك ليستمر الفراغ الرئاسي والشلل المؤسساتي في البلد. هؤلاء الذين لا يزعجهم الفراغ الرئاسي بل يثير قلقهم التقارب المسيحي مع الطوائف الأخرى الذي يثمر بانتخاب رئيس الا يرون ان الشغور الرئاسي ارخى بظلاله على العمل الحكومي ولاحقا ستصل تداعياته السلبية الى مجلس النواب وبالتالي سيكون الفراغ سائدا في كل مؤسسات الدولة. فمن بمقدوره ان يتحمل تبعات ذلك؟
في الماضي، اتهموا المسيحيين بأن المارونية السياسية تحكمت بالسلطة وانهكت الدولة وجعلت ابناء باقي الطوائف يشعرون بأنهم مواطنون من درجة ثانية رغم ان الموارنة حملوا لواء لبنان ودافعوا عن حريته وكرامته. وفي حاضرنا، يتهمون المسيحيين بأنهم ابرموا صفقات مع الطائفة السنية عازلين الطائفة الشيعية غير انهم نسوا او بالاحرى تناسوا ورقة التفاهم التي وقّعت بين العماد ميشال عون وسماحة السيد حسن نصرالله كما تناسوا ان حزب الله رشح وتمسك بعون رئيسا للجمهورية.
اذاً لماذا كل هذا التحامل على المسيحيين واتهامهم بأمور لم يقوموا بها؟ المسيحيون هم أول البادئين بمد اليد للطوائف الأخرى وهم أول المشجعين على الحوار مع ابناء الطوائف المتعددة في لبنان. والان، جاء الاستحقاق الرئاسي الذي يجب ان يحث اللبنانيين جميعاً على التكاتف والتوحد لدرء الخطر عن لبنان وعن الامراض التي نخرت بالارض السورية وفي بلدان المنطقة، انما نرى بالمقابل البعض يفكر بأنانية للاسف الشديد دون وضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار.
قد يقول قائل ان لبنان بلد ديموقراطي ويحق للجميع ان يصوت او يختار اي مرشح له وهذا صحيح فان لبنان تميز بحريته وديموقراطيته انما اضحى لبنان يعيش بكل ما للكمة من معنى تهديداً على ديموقراطيته عبر افشال وشلل مؤسساته وهذا الامر يتطلب موقفاً متميزاً لكل القادة اللبنانيين لاحباط هذا التهديد. وعلى هذا الاساس، تقتضي هذه الفترة ان يجمع السياسيون ورؤساء الاحزاب على موقف وطني ينهي حالة الفراغ فأي ديموقراطية سنتغنى بها اذا تم الاطاحة بجميع مؤسساتنا؟
من هنا، ما يقوم به الرئيس سعد الحريري من نشاط سياسي يثمر بانتخاب رئيس هو امر وطني سيشهد له التاريخ بذلك. حسنا فعل الحريري بالاجتماع بالعماد عون عندما رأى ان ايصال الوزير سليمان فرنجية الى سدة الحكم امر مستحيل فانتقى خياراً آخر وبحث عن حلول جدية لانهاء الشغور الرئاسي. حسناً فعل الحريري عندما تعالى عن مصالحه الشخصية من اجل مصلحة لبنان العليا فهل من العدل ان ينعت البعض هذا التقارب بالثنائية المسيحية – السنية؟
ان المسيحيين يحق لهم ان يُنتخب لهم رئيس ورئيس قوي يتمتع بقاعدة شعبية واسعة بداية في بيئته وثانياً في اوساط الطوائف الاخرى.
نقول باللهجة العامية: «خلص… بدنا رئيس»!