أعلنت كتلة الوفاء للمقاومة (كتلة نواب «حزب الله») أنّ موقف حاكم مصرف لبنان الأخير جاء ملتبساً ومريباً ويشي بتفلت السياسة النقدية من ضوابط السيادة الوطنية ولذلك نرفضه جملة وتفصيلاً.
ولم يكتفوا بذلك، بل أضافوا انّ سياسة الإبتزاز والضغوط المتعددة التي تعتمدها الولايات المتحدة الاميركية لن تنفع في لَيْ ذراع «حزب الله»، مؤكدة أنّ جمهور المقاومة عصي على محاولات النيْل منه من أي جهة مهما علا شأنها.
نبدأ بالرد على هذا البيان من نقط ومغالطات عدة:
أولاً- المقاومة الوطنية اللبنانية: كان اللبنانيون كلهم من دون استثناء مع المقاومة يوم كانت المقاومة تقاوم الاحتلال الاسرائيلي للأراضي اللبنانية وقد بذلت دماء طاهرة وزكية لا يمكن إلاّ الإعتراف بها وتقديسها وكان ذلك لغاية العام 2000 يوم تحرّر الجنوب بفضل المقاومة ودماء شبابها دفاعاً عن الارض اللبنانية في الخامس والعشرين من أيار من ذلك العام.
أمّا بعد ذلك، أي اختطاف جنديين اسرائيليين من دون علم السيّد حسن نصرالله الذي لم يعلم بالخطف إلاّ بعد 3 ساعات من العملية ويومها كان السيّد قد طمأن القيادات والزعماء اللبنانيين بأنّ موسم الصيف سيكون واعداً وليس هناك أي عمليات ضد إسرائيل…
ماذا كانت النتيجة؟ 5000 قتيل وجريح من الشعب والجيش والمقاومة وخسارة 15 مليار دولار في البنية التحتية.
ثانياً- اليوم المقاومة ذهبت الى سوريا من دون رأي أو موافقة الحكومة اللبنانية التي يشكل وزراؤها جزءًا منها، فسؤالي: أين السيادة التي يتباكون عليها؟ أم أنّ السيادة هي غبّ الطلب نستعملها عندما يطيب لنا ذلك؟
ثالثاً- السيّد قال في أحد خطاباته منذ شهرين إنّه غير معني بالقرارات الأميركية ولا يكترث لها وليس له أي علاقات في البنوك وأنهم لا يتعاملون مع البنوك لذلك هذا الضغط الاميركي على المقاومة غير مجدٍ… إذاً، لماذا تغيّرت الأحوال؟ ولماذا أصبحت هناك مؤامرة؟ ولماذا كل هذا التحدّي؟ ولماذا تحميل حاكم مصرف لبنان مسؤولية الارتكابات التي يفعلونها؟
رابعاً- العالم بأكمله محكوم بالدولار الاميركي حتى الدولة العظمى روسيا مربوطة بالدولار، فإذا كانوا يظنون أنّ بياناً من المقاومة أو تهديداً لحاكم مصرف لبنان سوف يجعل أميركا تخاف وتتراجع عن قراراتها المالية… فليطمئن السيّد الى أنّ أميركا لا تقرأ ولا تنظر الى إيران حيث أنّ ولاية الفقيه هي المرجعية الأولى والأخيرة للسيّد، ولغاية اليوم وبالرغم من 10 سنوات من المفاوضات الإلهية بين الشيطان الأكبر والايرانيين لم يفرجوا عن الحسابات الايرانية المجمّدة في أميركا.
لذلك، نصيحة من دون منّة: اتركوا الموضوع المالي لحاكم مصرف لبنان، وارحموا الشعب اللبناني من بطولاتكم «الدون كيشوتية».
وهنا لا بد من أن نذكّر أنّ ما يعانيه الشعب اللبناني من تراجع وانكماش في الاقتصاد هو بسببكم، والأهم أنّ ما يعانيه أهل الشيعة في الدول العربية هو أيضاً بسببكم، ولا تنسوا أنّ الشعب السوري سوف يحاسبكم يوماً ما.
ع. ك