Site icon IMLebanon

«كفى»…

أما وقد اعترف الوزير السابق ميشال سماحة بجريمته، فلا يمكن القول إلا شكراً وسام الحسن، وشكراً «شعبة المعلومات»، على «حربكما المستمرة» على إرهاب بشار الأسد المتغلغل بين اللبنانيين، برعاية الكثير من الشخصيات التي لا تزال حتى اللحظة تقول: «شكراً سوريا الأسد»، وآخرهم الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله.

بإزاء ذلك، لن يكون افتراءً القول إن «تمنين» اللبنانيين بـ»الحرب الاستباقية» في سوريا مردود إلى أصحابه في «حزب الله»، في ظل ما يتضح عن كونها «حرباً استباقية» لـ»تسهيل» إرهاب بشار الأسد في لبنان، تحت ستار فزاعة التخويف من إرهاب «داعش»، بعدما أتحفنا «حزب الله»، في كل مواقفه، بأن «داعش» كانت ستقيم حواجز في جونيه، لو لم يذهب لقتالها في سوريا، علماً أننا حتى يومنا هذا، لم نسمع عن معركة بين «حزب الله» و»داعش» إطلاقاً!.

فعلاً، «حبل الكذب قصير». تبين أن حرب «حزب الله» في سوريا لم تكن «استباقية» ولا من يحزنون، فقد «شهد شاهدٌ من أهله»، وهو حسن نصر الله، الذي أسقط بـ»كذبه الاستراتيجي» لا بـ»صبره الاستراتيجي»، كل ما بناه عن «حربه الاستباقية» في سوريا، في سياق السم الذي كان يدسه في عسل تحذيره المملكة العربية السعودية من مخاطر «الحرب الاستباقية» في اليمن، حين خلص إلى أنها لا تمنع «التهديد المحتمل»، بل على العكس، «إذا لم يكن موجوداً جعلته موجوداً. وإذا كان محتملاً جعلته قطعياً»!.

المهم، لن يغيب عن ذاكرة اللبنانيين أن ما هدد بإشعال لبنان هو بشار الأسد، وأن التهويل بخطر «داعش» عليهم هو تهويل يصب في خدمة الأسد وأهداف حلفائه في لبنان، وفي مقدمهم «حزب الله»، ما دامت «داعش» ولدت من رحم نظام الأسد، ونشأت على وحشيته، بدليل ما كشفته مجلة «در شبيغل» الألمانية من وثائق مقرونة بالوقائع، بأن الأسد استخدم «داعش» في خدمة أهدافه الإرهابية في عراق ما بعد صدام حسين، كما تؤكد «أدلة» نوري المالكي «الدامغة» عن تورط سوريا في تفجيرات العراق، ومن ثم استخدمها لضرب الثورة السورية، في سياق التسويق لمعادلته التي نجح فيها إلى حد ما مع المجتمع الدولي، وهي: إما ناري.. أو نار «داعش»!.

لا شك أن اعتراف ميشال سماحة أعاد «برم السكين» في جرح اللبنانيين، الذين لا يملكون باعتبارهم «شهود حق» على معاناتهم مع إرهاب آل الأسد، إلا القول لكل «شهود الزور» من أمثال حسن نصر الله وغيره: «كفى كذباً.. شكركم القديم الجديد لسوريا الأسد لا يساوي إلا العيب والعار»!.