IMLebanon

دخول السعودية حرب اليمن؟!

 

الى اين يمكن ان تصل العملية العسكرية السعودية في اليمن، لاسيما ان الاميركيين  اعربوا عن استعدادهم للمساعدة اللوجستية – المخابراتية في الوقت الذي قالت طهران صراحة انها ضد التدخل السعودي، وهذا ما قالته روسيا لجهة اشتعال الحرب في اليمن، ما يوحي وكأن الامور سائرة الى حرب اوسع واشمل، خصوصا ان سوريا ثانية مرشحة لان تتفاقم اوضاعها لجهة من هو مع ايران وروسيا والصين وحزب الله، مع ما يعنيه ذلك الى حرب اوسع واشمل لاسيما ان المساحات القتالية في اليمن لا تقل عن المساحات المشتعلة في سوريا والعراق.

الذين يتخوفون من انتقال الحرب الايرانية – الروسية – الصينية الي قلب المملكة العربية السعودية  ليسوا اقل ممن يرى في الحرب اليمنية مدخلا الى الحرب في اية بقعة سعودية،  انما الامور المتشابكة تشبه بعضها في الصراع الدائر بين الحوثيين المدعومين من ايران والذين سيكون لهم موقف مشابه للحال في سوريا، مع اقتصار الاعمال العسكرية على من بوسعه التدخل مباشرة حيث الحرب قائمة في محيط السعودية – والعراق ومصر!

 هل يعقل ان تتطور الحرب اليمنية الى حرب عالمية ثالثة لمجرد ان الروس في هذا الوارد، بعد طول مصارفات دفعوها على الحرب في سوريا، وليس من يجبرهم على ان يدفعوا المزيد من الاموال والاسلحة في اليمن، حيث يستحيل عليهم الحصول على مكاسب استراتيجية شبيهة بمكاسب روسيا السلبية بالنسبة الى الحرب السورية، والشيء بالشيء يذكر بالنسبة الى مدى استعداد الاميركيين لان يوظفوا قدراتهم العسكرية – اللوجستية – المخابراتية الى جانب القوات السعودية، باستثناء القول ان المملكة قادرة على توظيف اموالها في اليمن، تمهيدا لاعادة النظر بدور السعودية في كل من العراق وسوريا (…)

ان دخول المملكة العربية السعودية الحرب في اليمن، لا بد وان يؤدي الى مشاكل اوسع واشمل في دول مجلس التعاون الخليجي حيث هناك اكثر من وجهة نظر واحدة، خصوصا بالنسبة الى قطر التي توظف قدراتها في غير مكان عربي، والا لن تصل الامور في اليمن الى حد الانتهاء عاجلا من المواجهات العسكرية القائمة في كل من سوريا والعراق، خصوصا ان الحرب في اليمن مرشحة تلقائيا لان تنتقل الى السعودية قياسا على ما هو قائم على الحدود بين البلدين (…)

صحيح ان الرئيس اليمني السابق مقيم في السعودية، لكن قدرات علي عبد الله صالح غير مؤثرة في مجريات الحرب مع اليمن، لان الاخير قد غادر اليمن من دون ان يترك فيها ما يعول عليه سياسيا وعسكريا لذا سيكون صالح عبئا على السعودية ولن يفيدها في ارض المعركة بدليل عدم صدور بيان من بضع كلمات يؤكد ان الرئيس السابق قد يوظف طاقاته في الحرب السعودية – اليمنية، مع العلم ان الحوثيين اقوياء لكنهم غير قادرين على حسم المعركة لما فيه مصلحتهم حتى وان كانت ايران الى جانبهم!

والاصح من كل ما تقدم ان الاميركيين عندما يتدخلون لوجستيا ومخابراتيا الى جانب القوى العسكرية السعودية، لن يكونوا في نزهة نظرا لطبيعة الارض والقدرات القتالية الايرانية والحوثية، ما يؤكد ان السعودية لن تبقى وحدها في الحرب، حيث يقال ان دول مجلس التعاون الخليجي قد وظفت قدراتها الى جانب السعودية في حربها ضد الحوثيين مثلما حصل يوم شكلت المملكة قوة ضاربة في دفاعها عن البحرين،  حيث الحرب المذهبية لا تزال دائرة هناك  وبنفس وسائل  الضغط الايراني، ما يعني في المقابل امكان استفحال الوضع في البحرين للتخفيف عن الايرانيين الذين في صفوف الحوثيين.

وفي حال نشطت المساعي الدولية لتطوير شكل المواجهة مع الحوثيين فان دولا عربية اخرى لن  تبقى على الحياد مثل مصر التي يحتم دورها ان تكون الى جانب السعوديين، في نفس مستوى تدخل الروس الى جانب الحوثيين والايرانيين، اضف الى ذلك ان الحرب الاميركية لن يقتصر دورها على المساعدة اللوجستية – المخابراتية في ارض صعبة لغاية بالنسبة الى مطلق حركة عسكرية بحجم المواجهة الحربية؟!

ومن الان الى حين وضوح الرؤية السياسية والعسكرية في حرب اليمن، فان الاميركيين لن يتركوا السعودية وحدها في مواجهة الروس والايرانيين، خصوصا في حال تغير ميزان القوى لمصلحة الحوثيين الذين ينشطون باتجاه عدن على امل توسيع رقعة الحرب وعندها لن تبقى دولة في منطقة المغرب العربي على الحياد كي لا تبتلعها الحرب التي توصف بانها ميزان لمرحلة مستقبلية ان بالنسبة  الى اليمن وايران او بالنسبة الى سوريا والعراق؟!