Site icon IMLebanon

المتحمّسون للتسوية: فرنجية أو.. استفحال الاهتراء

عن جنبلاط.. و «أعجوبة» خدام و«جنون» 5 أيار!

المتحمّسون للتسوية: فرنجية أو.. استفحال الاهتراء

يستمر مشروع التسوية الذي اطلقه لقاء باريس بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية بالتأرجح بين احتمالي النجاح والفشل، على وقع انقلاب دراماتيكي للأدوار، بعدما أصبح مطلوبا من الحريري ان يقنع بعض قوى «8 آذار» بانتخاب فرنجية رئيسا!

وبينما لا يزال الدور السعودي في رفع أسهم فرنجية موضع اجتهاد وتأويل في الاوساط الداخلية، يؤكد قطب سياسي بارز انه سمع في الرياض مؤخرا كلاما إيجابيا حول فرنجية، بنى عليه لاحقا كل من الرئيس الحريري والنائب وليد جنبلاط موقفا داعما لترشيح رئيس تيار «المردة».

ويشير القطب المتحمس للتسوية المتداولة الى ان تجربته الشخصية مع فرنجــية أظهرت له ان رئيس «المردة» من بين الشخصــيات العقلانــية والواقعـية، كما أظهــرت نقاشــات طاولة الحــوار، قياسـا الى طبيعة المناكـفات التي يخوض فيها القادة الموارنة الآخرون.

ويعتبر القطب ان الصلة الوثيقة التي تجمع فرنجية بالرئيس بشار الاسد ليست سببا كافيا لرفض انتخابه من قبل بعض قوى «14 آذار»، لافتا الانتباه الى ان الحليف الاستراتيجي الوازن عسكريا وسياسيا للأسد في لبنان هو «حزب الله» الموجود في الحكومة وطاولة الحوار، وبالتالي فإن وصول فرنجية الى الرئاسة لن يكون العامل الحاسم في تمدد او تقلص نفوذ الاسد على الساحة اللبنانية.

ويشدد القطب على ضرورة التقاط الفرصة الذهبية التي تلوح في الأفق للخروج من مأزق الشغور وإعادة إحياء المؤسسات الدستورية، منبها الى ان المعادلة الحالية باتت واضحة وهي: إما فرنجية وإما استفحال الاهتراء.

ويشير القطب الى ان اللحظة مؤاتية لتسوية ميثاقية تاريخية تأتي بفرنجية الى رئاسة الجمهورية والحريري الى رئاسة الحكومة، مؤكدا انه باتت هناك حاجة ملحة لعودة رئيس تيار «المستقبل» الى لبنان، بمعزل عن وضعه المادي، بل لعل من شأن رجوعه ان يخفف من وطأة أزمته المالية ويشكل تعويضا عنها.

ويوضح القطب المواكب لمستجدات الملف الرئاسي ان طرح الثلث الضامن لن يكون له مكان في الحكومة المقبلة، لان فرنجية في حال انتخابه سيشكل الضمانة الاكبر لفريق «8 آذار»، وفي طليعته «حزب الله».

لكن القطب يعرب عن اعتقاده بأن العماد ميشال عون سيحاول في نقاشاته مع الحزب ان يرفع السعر السياسي لموافقته على انتخاب فرنجية، لاسيما في ما خص قانون الانتخاب.

وحين يُسأل أحد أوائل المبشرين بإسم فرنجية النائب وليد جنبلاط عما إذا كان مستعدا للقبول باعتماد النسبية الشاملة في قانون الانتخاب، على قاعدة السلة المتكاملة، يلفت الانتباه الى ان المطلوب التوافق على تحديد نسبة النسبية، رافضا ان تكون شاملة لكل المقاعد النيابية.

ويشير جنبلاط الى ان هناك اختبارا آخر لا يقل صعوبة عن طبيعة النظام الانتخابي، وهو يتعلق بكيفية توزيع الدوائر بطريقة ترضي مصالح جميع الاطراف، مستعيدا في هذا السياق، وقد علت الابتسامة محياه، كيف جرى في ايام عبد الحليم خدام ضم بتغرين في المتن الى دائرة الشوف وعاليه!

وهل نحن في مرحلة تشبه تلك التي سبقت الوصول الى تسوية الدوحة؟

يأمل جنبلاط في ان تلتقط القيادات المعنية فرصة التسوية لمغادرة حالة المراوحة وحماية لبنان من الحرائق الاقليمية، لكنه في الوقت ذاته يستحضر على طريقته محطة 5 أيار التي قادت الى أحداث 7 أيار، قائلا وهو يبتسم: شر البلية ما يضحك.. يومها، اجتمع الجنون مع المعلومات الخاطئة بعدما ضخّم لنا البعض مسألة شبكة الاتصالات، فاعتقدنا اننا نستطيع ان نفعل شيئا. ويضيف وقد استغرق في الضحك: المفارقة ان «حزب الله» بالغ حينها في أخذ الامر على محمل الجد، وأعطاه حجما أكبر مما يستحق.

أما على الصعيد الاقليمي، فان جنبلاط يتوقع ان تطول الحرب في سوريا، مشيرا الى انها لا تزال في بدايتها، برغم كل الجهود الدولية التي تُبذل للوصول الى حل سياسي، ولافتا الانتباه الى ان اسقاط تركيا للطائرة الروسية سيجعل مسار مؤتمر فيينا أصعب.

وفي حين يشير جنبلاط الى ان روسيا ستحاول من خلال العمليات العسكرية إعادة توحيد سوريا تحت لواء الجيش السوري الذي تربطه تاريخيا صلة عميقة بموسكو، يبدي اعتقاده بأن الروس لن يتمكنوا من تحقيق هذا الهدف، لكنهم في الوقت ذاته لن يتخلوا عن بشار الاسد.