ما سر النقمة والحسد والغيرة دائماً على كل من هو ناجح؟ وهنا أعني السياسيين الذين لا يتركون أي إنسان ناجح في أي مكان.
ولنبدأ بالرئيس الشهيد المرحوم رفيق الحريري الذي ترك السعودية وأعماله هناك ليعود الى بناء وطنه بالرغم من أنّ المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين كان يرغب بأن يبقى الرئيس الحريري في المملكة… وبالرغم من ذلك عاد الشهيد الى لبنان وباشر إعادة إعمار البلد الذي هدمته الحرب الأهلية، ابتداءً بتوسيع المطار… يومها قامت الدنيا ولم تقعد وبدأت الشعارات: «البشر قبل الحجر»، وغيرها من الانتقادات (…)، اليوم المطار يدخل الى الخزينة أكثر من 300 مليون دولار، وأصبح بعد مرور 20 سنة بحاجة الى توسيع… أضف الى ذلك إعادة إعمار المدينة الرياضية، وخصوصاً منطقة «السوليدير» التي هي مفخرة للبنان وأهم معلم سياحي وتجاري، والمباني السكنية فيه تشبه مباني نيويورك… و»الزيتونة باي» منطقة شاطئية في العاصمة تشبه بورت بانوس (أجمل مرافئ اسبانيا) الذي يقصده ملايين السياح وكبار الأثرياء وأصحاب اليخوت الذين يعتبرونه أحد أهم المنتجعات العالمية.
نعود الى الهجوم غير الطبيعي على حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة الذي استطاع أن يحقق الاستقرار المالي بالرغم من الحروب وتعطيل البلد… على صعيد مجلس النواب وعدم انتخاب رئيس للجمهورية لمدة سنتين ونصف السنة، الى تعثّر تأليف حكومة التي يحتاج تشكيلها الى سنة، وبالرغم أيضاً من حرب تموز 2006 التي كبّدت لبنان 5000 قتيل وجريح من المواطنين اللبنانيين ومن الجيش اللبناني ومن المقاومة، وكلّفته أيضاً 15 مليار دولار(…) وأمام هذه التحديات كلها يقف حاكم مصرف لبنان بثبات، والليرة اللبنانية مستقرة وأصبح احتياطي المصرف المركزي 40 مليار دولار، وإن نسينا لا ننسى الهندسة المالية التي أنقذت لبنان إقتصادياً غير مرة.
ومشكلة سلامة الوحيدة هي أنه ناجح، وطبعاً من الطائفة المارونية الكريمة، وبالتالي فغير مسموح له أن يفكر بأن يكون مرشحاً لرئاسة الجمهورية.
مثل آخر، رئيس مجلس إدارة «الميدل ايست» الاستاذ محمد الحوت الذي تسلم شركة تخسر سنوياً 100 مليون دولار وفقدت كل أسطولها الجوي، فتخلت عن طائراتها وأصبحت مضطرة لاستئجار طائرات… الى أن تسلم المسؤولية فيها الاستاذ محمد الحوت فحوّلها الى شركة ناجحة وأصبحت تملك 30 طائرة جديدة وتحقق أرباحاً سنوية تبلغ 80 مليون دولار… وللأسف يتعرض لحملة ظالمة لأنه طرد موظفاً ضبط وهو يسرق في إحدى محطات أفريقيا وهو تابع لأحد الأحزاب! هذا هو عيب الحوت الوحيد: أنه طرد موظفاً يختلس أموال الشركة.
وجاء أخيراً دور الوزير محمد شقير رجل الأعمال الناجح الذي يملك شركات ناجحة جداً، وقد ترأس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان فنجح نجاحاً باهراً، وهكذا اختاره الرئيس سعد الحريري ليكون وزيراً للاتصالات لأنّ هذا القطاع يعطي الدولة أموالاً كثيرة وهو من أهم المرافق الاقتصادية اللبنانية… رأى الوزير شقير أنّ شركة m.t.c مستأجرة مبنى فخماً لقاء بدل يبلغ ٧.٥ ملايين دولار سنوياً، ولأنه رجل أعمال ناجح اختار أن يشتري المبنى فيصبح ملكاً للدولة بعد عشر سنوات بدلاً من أن ندفع كل سنة ٧.٥ ملايين دولار أميركي… وأتمنى لو أنّ الدولة تأخذ قرارات مماثلة بشراء جميع المباني التي تستأجرها للوزارات والادارات العامة وتكلف الخزينة مليارات الليرات سنوياً.
مَن الذي وجه الانتقاد الى شقير؟ للأسف هو موظف سابق كان مرتبه الشهري بين ٤ و٥ آلاف دولار شهرياً… علماً أنّ رصيد حسابه في البنك ٢٥ مليون دولار؟!
البارحة سمعت النائب السابق يقول إنّ الدولة اللبنانية تسدد أقساطاً في المدارس الخاصة عن أبناء الموظفين… فلماذا لا يُسجل هؤلاء في المدارس الرسمية؟ علماً أنّ المبالغ التي تدفع تكفي لتحسين المدارس والجامعات الحكومية، فيصبح عندنا أهم مدارس وجامعات رسمية مثل سائر بلاد العالم المتحضّر… والجدير ذكره أنّ الطالبين اللذين نالا أعلى العلامات في الشهادات الحكومية كانوا من المدارس الرسمية وتحديداً من أبعد قرى في جنوب لبنان.
موضوع ثانٍ طرحه النائب السابق كريم الراسي هو موضوع الأموال التي تدفعها الدولة للمستشفيات الخاصة بينما لو دفعت هذه المبالغ على مستشفى رفيق الحريري الحكومي لأصبح هذا المستشفى مثل مستشفيات الجامعة الاميركية والروم وأوتيل ديو… ولبنان غني بالأطباء والطواقم الطبية فلماذا هذا الإهمال؟!.
هذا هو الطريق الذي يجب أن نركز عليه وكفى تهجماً على الناجحين.
عوني الكعكي