لعيد الغطاس سلسلة من التقاليد الشعبيّة الراسخة، ومنها أنّ السيد المسيح يمرّ على المنازل عند منتصف الليل، فيبارك الأُسر التي تكون في انتظاره، أي ساهرة حتّى منتصف الليل، أما العائلات التي تنام فلا تنال البركة. من هنا في ليلة عيد الغطاس يوالي المؤمنون الابتهالات والطلبات، والله يستجيب لهم، لأنّ أبواب السماء تبقى طوال هذه الليلة مفتوحة، والملائكة تستمع إلى طلبات المؤمنين، والعمل على تحقيقها.
ومن المعتقدات أيضاً، أنّ الأشجار عامة تركع للمسيح عند مروره، ما عدا شجرة التوت المتكبّرة، والبعض يقول شجرة التين الملعونة، لذلك يأخذون من جذوعها شظايا يجعلونها طعماً لمواقدهم تلك الليلة،عقاباً لها على كبريائها. من هنا جاء المثل الشعبي «ليلة الغطاس المسيح بيمرق ع كلّ البيوت وبيقول دايم دايم، وكلّ الشجر بيركع ما عدا التوت».
هذا في القرى، أما في المدن الساحلية ، فإنّ تقليداً ما زال سارياً وخصوصاً عند العجائز، وهو أنّهم يعمدون عند منتصف ليل الغطاس إلى ملء وعاء من ماء البحر، يغسلون به أعينهم إعتقاداً منهم أنّ ماء البحر يحلو في منتصف هذه الليلة المباركة. ويستمر المؤمنين، إلى اليوم، في طواف عند ساحل البحر ليلاً ليتباركوا من خيرات هذه الليلة المقدسة.
ويذكر كثيرون، سلسلة من العادات والتقاليد الشعبية التي كانت تغزو بيوت المحتفلين بليلة الغطاس، منها مثلاً: وضع قطع نقديّة فضيّة على حافة النوافذ، أو على الشرفات ليتبارك البيت، وتزداد نعمه وخيراته، إضافة إلى عادة في القرى، حيث يترك الناس، في ليلة الغطاس المقدسة، أغطية سلال المؤن مفتوحة ليبارك الله تعالى مؤونة البيت ويكثّرها. كما يعمد المحتفلّون إلى إبقاء أنوار البيت مشعّة طيلة الليلة من أجل» بقرة السعد» التي تعطي البيت خيرات لم تكن متوقّعة.
أما حلوى ليلة الغطاس وهي الأهم، فتستعد لها سيدات البيوت بكثير من الرعاية، إذ تقوم هذه الحلوى عادة على صنفين: العوّامة والقطائف. فالعوّامة ترمز إلى معمودية السيد المسيح في نـهر الأردن، وهي مادة لزجة مصنوعة من الماء والطحين والخميرة، توضع على شكل كرات، وتسقطها ربّة البيت في طنجرة من الزيت المغلي، فتغرق ثم تخرج طيبة المذاق وسهلة الاستساغة بعد مزجها بالقطر. أما القطائف، فهي عبارة عن قطعة ناعمة من الطحين يوضع بداخلها لوز وزبيب وتخضع للقلي لتُعمَّد بعدها بالقطر المُحلى. واستكمالًا للعيدين، يُفضّل أن تكون الحلوى ولون الطعام في ليلة رأس السنة الميلادية باللون الأبيض، تيمّنًا بسنة بيضاء، لذا تغزو موائد المحتفلين مأكولات «اللبنية» و»الشيش برك» وغيرها.