Site icon IMLebanon

المتساويان في الإجرام  

 

هذا الإجرام المتمادي الذي يمارسه النظام السوري ضدّ الشعب استثار عواصم العالم ولكن ردود الفعل مقتصرة، حتى إشعار آخر، على الكلام من دون الأفعال… وفيما تفتح واشنطن وباريس، مجدّداً، ملف السلاح الكيميائي الذي يدك به بشار الأسد شعبه، تنبري موسكو مدافعة عن دميتها السورية!

 

والقراء الذين يجهلون الجغرافيا السورية ويسمعون أو يشاهدون المجازر التي يرتكبها النظام في الغوطتين الشرقية والغربية يخيل إليهم أنّ هذه العمليات التدميرية القاتلة تجري في مناطق نائية، ولا يدركون أنّ الغوطة هي جزء لا يتجزأ من العاصمة دمشق، وهي الطريق إليها دخولاً ومغادرة.

ولولا وجود الجيش بكثافة في قلب دمشق لكانت العاصمة قد سقطت من زمان في أيدي المعارضة، وكان الجيش السوري (ومن أسف أنه أصبح الجيش العلوي) قد أقام تجمعات كبيرة في دمشق إثر احتلال إسرائيل الجولان، فأضحت العاصمة خط الدفاع عن سائر الأراضي السورية.

ويتوافق هذا الإجرام المتمادي من قِبَل النظام مع الإجرام الآخر الذي يمارسه المجرم الآخر بنيامين نتانياهو ضدّ الشعب الفلسطيني وكأنّ الاثنين وجهان لعملة قبيحة واحدة غايتها الشر وأهدافها قمع الحرية ومصادرة الحقوق، مع فارق أنّ نتانياهو مجرم صهيوني غريب الأصول عن فلسطين ويمارس إجرامه على شعب عدو، بينما النظام يمارس حقده وإجرامه على الشعب العربي السوري الشقيق الذي يدّعي بشار أنه ينتمي إليه…

فهل من المعقول أن يواصل هذا النظام السفّاح استخدام الطيران ضدّ الشعب الذي دفع من دمائه ومن اللحم الحيّ كما يُقال ثمن كل قذيفة وكل دبّابة وكل مدفع وكل طائرة، ليسقط منه نحو مليون قتيل بالسلاح الذي دفع من هنائه وأمنه واقتصاده من أجل شرائه؟!.

ألا يكفي النظام هذا العدد الهائل من الضحايا حتى يُشبع عطشه الى دماء السوريين ونهمه الى نهش لحوم الناس الطيّبين، العُزّل؟!.

ألا يكفيه مئات ألوف المعوّقين؟

ألا يكفيه تهجير نصف الشعب؟

ألا يكفيه تدمير المدن والبلدات والأرياف؟

ألا يكفيه استباحة أرض سوريا من قِبَل الدول والمنظمات وحتى الميليشيات؟

وفي عود على بدء اننا لا نرى أي فرق يذكر بين إجرام بشار وإجرام نتانياهو… فالأوّل يقتل شعبه بدعوى محاربة الإرهاب والثاني يقتل الفلسطينيين بدعوى الأرض الموعودة.

وإذا كانت عهد التميمي قد استصرخت ضمير العالم ضد نتانياهو، فهناك مئات آلاف الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ سقطوا ويسقطون باستمرار في سوريا… إلاّ أنّ هذا العالم قد فقد ضميره.