IMLebanon

معادلة «سليمان ـ سعد»: تسويق غربي وحماسة لبنانية

«ما لم يكن ميشال عون المرشح الأول فسيكون الناخب الاول بالتأكيد.. ولكن من يستطيع المغامرة من حلفائه بإقناعه بأن أي تسوية ستحتاج إلى الانتقال التكتيكي والمضمون إلى المربع الموازي، وليس الثاني كما يسود الاعتقاد». كلام سمعه أكثر من مرجع سياسي لبناني من سفير دولة كبرى يقود بعثة بلاده في بيروت استثنائياً، ويعمد الى تسويقه على أنه الحل القابل للتنفيذ وفق صيغة متكاملة تحقق التوازن بين مختلف القوى السياسية وامتداداتها الاقليمية بما يتعارف عليه اللبنانيون بصيغة «لا غالب ولا مغلوب».

انتخاب رئيس الجمهورية، هو ما يعتبره السفير المذكور «الباب الملزم لإتمام الصفقة اللبنانية بمعزل عن انتظار التسويات الإقليمية السورية والعراقية واليمنية». ولذلك ثمة من يعمل على تسويق فكرة يراها قابلة للتحقق وهي «انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد».

ما الهدف من رفع أسهم فرنجية، الذي يحظى بتأييد علني وضمني من مكوّنات أساسية في «8 و14 آذار»؟ يقول السفير في لقاءاته إن «سليمان فرنجية ملتزم مسبقاً عدم المساس باتفاق الطائف الذي يعتبر دستور الجمهورية الثانية، بينما ميشال عون يبني مشروعه السياسي منذ نهاية الثمانينيات على رفض الطائف، ويعتبر أن كل صلاحيات المسيحيين طارت جراء إقرار هذا الاتفاق واندثرت كلياً بفعل ممارسات الحكومات التي أعقبت السير به، وهو يجاهر بضرورة إعادة التوازن الى السلطة. ومن هنا كان شعاره أن الرئيس القوي هو القادر على إعادة هذا التوازن».

ولكن أليس فرنجية من الأقوياء أيضاً؟ يسارع المصدر إلى إعادة التأكيد أن «فرنجية ملتزم سقف الطائف، وطرحه يؤدي الى إنتاج معادلة لبنانية تؤمّن التوازن والاستقرار طيلة عهده من خلال معادلة س ـ س لبنانية، أي سليمان (فرنجية) ـ سعد (الحريري)، تكون أقوى من س ـ س العربية، أي سوريا ـ السعودية، التي لم تعد ممكنة في ظل المتغيرات الكبرى الحاصلة والتي ستحصل، وبالتالي ينتخب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية ويترأس سعد الحريري كل حكومات العهد».

يرى المصدر في سياق تسويقه للفكرة أنه في هذه الـ «س ـ س» اللبنانية يشكل الحريري ضمانة للسعودية ويطمئن فرنجية «حزب الله»، وبالتأكيد النظام السوري. أضف إلى أن «كل فريق لبناني بإمكانه تسويق هذه التسوية على أنها انتصار له، بينما في الواقع المنتصر سيكون الوفاق اللبناني وديمومة الاستقرار فيه، وهذه المعادلة بإمكانها مواكبة ومساعدة التفاهم الذي لا بد أن ينطلق سورياً وسعودياً بعد إنجاز الحل السياسي في سوريا».

لا يخفي المصدر «ان هذا الموضوع لا زال، كما فيينا، رهن التوجه السعودي، أي أن التسوية الداخلية اللبنانية بعد الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الدول الست صارت مسهلة الى أبعد الحدود، والجانب الايراني لا يمزح في قوله إن إعادة الحياة الى المؤسسات الدستورية شأن لبناني لا يتدخل به ولا يضغط سلبياً فيه على حلفائه، لذلك في الفترة المقبلة يجب أن تشهد توضيح ملامح التوجهات أكثر فأكثر».

يسجّل المصدر انه «الى الآن الملامح إيجابية قياساً على ما هو ملموس في إعلام قوى 14 آذار، وتحديدا تيار المستقبل، لا سيما في طريقة التعاطي المسؤول والوطني مع التفجير الإرهابي المزدوج في محلة برج البراجنة، وفي المواقف الوطنية التي رفعت من منسوب الإيجابية وخففت الى حد كبير من التشنج الطائفي».

والسؤال المتبقي للمجاهرة العلنية بالفكرة، والذي يبحث المصدر عن جواب شاف له، هو: من هو القادر على إقناع ميشال عون في الانتقال من مرشح أول إلى ناخب أول؟ ويعترف بأن «هذا سؤال صعب لا جواب عليه لدى أحد، ما دام حزب الله ملتزماً مع عون حتى النهاية والحلف القائم بينهما لن يهتز». لذلك ما ينطلق منه سفير الدولة الكبرى هو «ان لا مشكلة بانتخاب سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية، لأنه يقبل بالتعايش لا بل التفاهم والتعاون مع سعد الحريري ولا يزعل أياً من القوى السياسية، مع الإشارة الى انه عندما رحب وليد جنبلاط بانتخاب فرنجية رئيسا ورد له الأخير التحية، فإن سبب هذا الترحيب طرح السفير لهذه الفكرة مع جنبلاط».

يؤكد المصدر «أن ملامح تسوية بدأت تظهر، بانتظار الأجوبة السعودية في فيينا وفي لبنان، وملامح هذه التسوية، إذا كان مصيرها النجاح، فستؤدي الى تهدئة كبيرة وطويلة داخلياً تكمل ما كان بدأه الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من تفاهم ذي بعد تأسيسي وثابت».

لكن، ثمة من يقول إن إدارة السفير المذكور، هي «في غاية السرور، لأن كرة النار الرئاسية سترمى في حضن قوى 8 آذار، وأن ذلك سيسبب صداعاً كبيراً، لا بل رهيباً، لحزب الله».