IMLebanon

معادلات التجانس السياسي؟!

يتسابق التيار الوطني مع حزب الله على القول ان تفاهمها لا يرقى اليه شك، فيما يعرف الجميع ان الامور التي تربط بينهما هي من النوع الذي يحتاجان اليه لافهام خصومهما ان لا مجال لحصول خرق في العلاقة، نظراً لحاجة التيار الوطني الى حزب الله والا لن يكون تيار في مستوى الاحداث، والامر عينه ينطبق على حزب الله الذي يعني له التيار غطاء سياسيا ووطنيا لا بد منه للقول انه ليس متروكا  لوحده في الامور الداخلية والاقليمية، مع العلم ايضا انه لم يصدر في اي يوم من الايام انتقاد صريح للحرب التي دخلها الحزب في سوريا (…)

ان اصرار حزب الله في المقابل على تأييد الجنرال ميشال عون في معركة رئاسة الجمهورية تحصيل حاصل، حيث لا يعقل ان يحصل فكاك بين الجانبين لحاجة كل واحد منهما الى الاخر، والادلة على ذلك اكثر من ان تحصى من خلال حاجة التيار الى اصوات الشيعة في مختلف المناطق ذات التأثير الشيعي المباشر مثل جبيل وكسروان والمتن الشمالي والمتن الجنوبي اضافة الى التأييد الشيعي للتيار في منطقة جزين حيث مجالات الكلام على تغيير في التحالفات غير واردة في المطلق؟!

هذه الامور في مجملها تجعل من التيار الوطني اكبر كتلة نيابية اضافة الى ما يشكله تكتل التغيير والاصلاح من دعم منظور للعماد الذي يحتاج الى الجميع بمستوى حاجة الجميع اليه، ما يعني ان مجال اجراء الانتخابات الرئاسية غير وارد بنسبة ما يمارسه حلفاء عون مقاطعة للجلسات من الان الى حين بزوغ فجر تصحيحي اخر بالنسبة الى الميثاق الذي لا بد وان يصل التيار الوطني الى المطالبة به فور وصول العلاقة بينه وبين الحزب الى حال اللا فكاك كما هو حاصل الان، والمؤكد ان العماد يعرف مدى تأييد الحزب له، في كل ما له علاقة بالرئاسة وبالسياسة؟!

وعندما يقال ان لا فكاك في العلاقة بين الحزب والتيار الوطني، يكون القائل على قناعة بان الحزب ما كان ليقدم على دخول الحرب في سوريا لولا قناعته بانه مغطى من التيار الوطني، والامر عينه ينطبق على معركة رئاسة الجمهورية التي لم يكن العماد ليدخلها لولا معرفته بان الحزب جاهز لان يخوضها وهو في تصرف الجنرال من غير حاجة الى القول ان البلد مقسم بين فريق سني مدعوم من شريحة مسيحيه تضم حزب الكتائب وحزب القوات اللبنانية وحزب الوطنيين الاحرار، فضلا عن ضرورة القول ايضا ان الفريق الشيعي مدعوم من فريق مسيحي في المقابل هو فريق العماد عون، ما يعني ايضا ان مجال الصراع الداخلي لن يتطور الى الشؤون الامنية – العسكرية!

هذه المعادلة هي من ضمن المشهد السياسي العام، من غير حاجة الى القول ان الغاية السنية – الشيعية واحدة ازاء ما هو قائم بالنسبة الى تنفيس الاحتقان الذي يشارك فيه المسيحيون من دون ان يعرفوا انهم في صلب المعادلة السياسية ومن خلال المشهد السياسي العام الذي يعني الجميع من غير حاجة الى القول ان بوسع هذا الفريق فتح معركة اثبات وجود لعدة اعتبارات في مقدمها انه لن تقوم حرب على حسابه من دون اخذ الحسابات الاخرى في الميزان السياسي والوطني؟!

وبالنسبة الى الخطة الامنية التي تفاهم عليها  حزب الله مع تيار المستقبل، فهي مرشحة لان تخرق لولا قناعة الحزب بانه مضطر الى ان يسد الثغرات المفتعلة القائمة من جانب جماعاته في مختلف المناطق على السواء، بعد طول تسيب على حساب السمعة الشيعية، وحدها، لان «جماعة التيار مضبوضة» بالتمام والكمال، لاسيما ان تجربة الاحتكاك العسكري اثبتت فشلها، خصوصا عندما يتعلق الامر بمن ستكون النتيجة لمصلحته في نهاية المطاف؟!

ان الدليل القائم على نتاج العملية الامنية فهو يشير صراحة الى ان الخروقات حاصلة من الجانب الشيعي بالاسم والعنوان والنتيجة لاسيما ان الذين استهدفوا من العملية قد ظهروا بوضوح انهم من الشيعة الذين تخلى عنهم حزب الله نظرا لكثرة ارتكاباتهم في عدد من المناطق الحساسة حيث كانت استحالة لتغطية كل تلك الاعمال بعدما كثرت الدلائل الى ان الفلتان الشيعي يأكل من رصيد حزب الله وحده.

ولجهة علاقة التيار الوطني بالاحداث الامنية فانها تبدو متفقا عليها لعدة اسباب، في مقدمها ان التيار يعرف ان خصمه قادر على توجيه ضربات امنية موجعة اليه حتى وان كان حزب القوات يسعى جاهدا كي لا يخرق حال التفاهم بينه وبين التيار، لاسيما ان مساعي الجانبين ناشطة باتجاه التفاهم على كل ما من شأنه ان يجنب الطرفين خطر الانزلاق باتجاه ما ليس بوسعهما الافادة منه؟!