Site icon IMLebanon

معادلات الارهاب  في الحرب والتسوية

كما في مؤتمر الرياض كذلك في ردود الفعل عليه: حرب دوران سياسي حول حرب تدور بالجميع. وآخر ما ينهي حرب سوريا ويقود الى عملية سياسية هو زحام الأسلحة والأدوار. فليس أكبر من الحواجز على الطريق الى التفاوض سوى العقبات أمام التسوية في المفاوضات. ولا أصعب من أن يحقق أي طرف نصراً عسكرياً كاملاً سوى تقديم الطرفين تنازلات متبادلة هي محطة اجبارية للتوصل الى حل سياسي. والأصعب من كل ذلك هو اقناع اللاعبين بالتوقف عن الرهانات على نصر عسكري ودفعهم نحو البحث الجدي في التسوية.

وما دامت اللعبة أكبر من سوريا في الصراع الجيوسياسي، والسوريون ليسوا اللاعبين الوحيدين في القتال، فان من باب التلاعب بالواقع والعقول تكرار الخطاب القائل إن التفاوض سيدور بين السوريين وحدهم. والمفارقة ان اكثر المطالبين بتسوية سورية – سورية بقيادة سوريين من دون تدخل خارجي هم الذين يمارسون كل انواع التدخل العسكري والسياسي.

ذلك ان ردود الفعل على الاجتماع الموسع الذي عقدته قوى الثورة والمعارضة السورية في الرياض وبيانه الختامي جاءت سريعة: أميركا تحفظت على نقطتين في البيان الختامي بلسان وزير الخارجية جون كيري الباحث مع السعوديين والروس عن تعديل لهما. روسيا انتقدت تركيبة الاجتماع قبل البيان، قائلة بلسان وزير الخارجية سيرغي لافروف إنه ناقص التمثيل ويضم فصائل ارهابية. وهي ربطت حضور اجتماع مقترح عقده في نيويورك يكمل اجتماع فيينا بالحصول على لائحة تضم كل المنظمات الارهابية الى جانب داعش وجبهة النصرة، ولائحة بقوى المعارضة المعتدلة.

الرئيس بشار الأسد طلب تعريف المعارضة ورفض التفاوض مع الأطراف قبل أن يلقي السلاح. وايران تحدثت عن ارهابيين في مؤتمر الرياض واعتبرت ان بيانه انقلاب على بيان فيينا – ٢. وأقل ما قاله أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة هو ان المؤتمر مؤامرة متهماً الفصائل التي حضرته ب الخيانة لمن ضحّوا من أجل حكم اسلامي راشد. أما أبو بكر البغدادي الذي يكفّر كل من يقاتل دولة الخلافة أو يرفض مبايعته كخليفة، فانه يرد على الأرض من دون حاجة الى كلام.

والخلاف على من هو ارهابي ومن هو معارض معتدل ليس شكلياً. فالمعادلة في موسكو وطهران ودمشق هي: كل من يحمل السلاح ضد النظام ارهابي. والمعادلة في واشنطن وعواصم أوروبا والرياض وأنقرة والدوحة هي: كل من يقبل العملية السياسية ليس ارهابياً، سواء كان يحمل السلاح ويقاتل أو لا.

والكل يعرف ان بيان الرياض سقف للتفاوض، لا أرض للتسوية.