IMLebanon

تعادل

بتوقيعه مرسوم فتح الدورة الاستثنائية في السابع من الجاري بجدول اعمال محصور فقط بقانون جديد للانتخاب، يكون رئيس الجمهورية قد رد الطابة لملعب رئيس مجلس النواب، واكثر من ذلك يكون قد سجل هدفاً بل عدة اهداف في مرماه، اول هذه الاهداف نزع الشرعية الدستورية التي تحدث عنها الرئيس بري في مؤتمره الصحفي عن الجلسة العامة التي دعا اليها في الخامس من الجاري، وثاني هذه الاهداف اكد الرئيس عون لرئيس المجلس ان الامرة لي، ولن اسمح لاحد ان ينتزعها مني. وثالث هذه الاهداف انه قطع الطريق نهائياً على التمديد للمجلس الحالي الذي استخدمه الرئيس بري كعامل ضغط على رئيس الجمهورية وفريقه لحملهم على تقديم تنازلات والقبول بقانون انتخابي يقوم على النسبية الكاملة، سواء اكان لبنان كله دائرة انتخابية واحدة، كما يفضل هو وحليفه حزب الله، ام كان مقسماً الى عدة دوائر يتم الاتفاق عليها.

لكنه في مقابل هذه السلبية او هذه اللاءات الثلاث التي سجلها رئيس الجمهورية في مرمى رئيس مجلس النواب ظهرت ايجابية كبيرة هي بيت قصيد الازمة التي تمر بها البلاد، وهذه الايجابية الكبيرة تكمن ليس في اتفاق الرؤساء الثلاثة على القانون الذي اعده النائب جورج عدوان والمبني على النسبية الكاملة مع الصوت التفضيلي وعلى تقسيم لبنان الى 15 دائرة انتخابية مع المحافظة على المناصفة في عدد النواب بين المسلمين والمسيحيين، بل في تخلي رئيس الجمهورية عن الضوابط التي يتمسك بها لتصحيح التمثيل المسيحي، وابرزها احتساب الصوت التفضيلي على اساس ارثوذكسي، اي طائفي، على عكس ما جاء في مشروع قانون حكومة نجيب ميقاتي السابقة، والتخلي ايضا عن نقل عدد من المقاعد المسيحية تفوز بأصوات المسلمين، وهذا التخلي يعتبر انتصارا لوجهة نظر رئيس مجلس النواب الذي اعلن بالصوت الملآن رفضه للفرز الطائفي كونه يشكل مدخلاً للتقوقع الذي يؤدي الى التقسيم والغاء الوجود اللبناني المميز بالتعددية الطائفية من ضمن الوحدة، وهكذا يكون الرئيسان قد تعادلا في تسديد الأهداف، وبدأت مرحلة جديدة في مسيرة العهد تقوم اولا على نجاحه في اصدار قانون جديد للانتخابات بالتوافق بين كل الاطراف السياسية، والثاني انقاذ العهد الذي لا يزال في بداية الطريق من تداعيات عدم التوصل الى قانون جديد للانتخابات، وهي كثيرة وخطيرة، ليس اقلها «فرط» النظام وفرض العودة الى المؤتمر التأسيسي الذي يخطط له حزب الله وما ادراك ما يعني ذلك.

المهم ان رحلة العذاب للعهد الجديد قد انتهت، وان كانت على حساب طروحاته وفريقه تحت عنوان مزيف، هو استعادة حقوق المسيحيين.