تزامن ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في لقاء حاشد في بيت الوسط، مع مواقف كان القصد منها بحسب ما هو مرتقب من الجنرال في بداية عهده خصوصا انه سيكون محسوبا بصورة صريحة وواضحة على تيار المستقبل الذي اختاره على اساس الخروج من الازمة الرئاسية على مدى اكثر من سنتين ونصف السنة، فضلا عن ان خيار عون لا بد وان يتضمن مسحة امل تجعله محل مراقبة دقيقة وحذرة، لان الرهان لن يقتصر عليه بقدر شموله رئيس تيار المستقبل ورئيس حزب القوات اللبنانية وحزب الله من ضمن مجموعة مؤشرات من الصعب بل من المستحيل تجاهل ابعادها؟!
لقد قيل في ما سبق ان الابتعاد الذي مورس على العماد عون كان القصد منه التخوف من تصرفات ما بعد انتخابه رئيسا للجمهورية الى حد الحذر من تطور علاقته سلبا مع رئيس الحكومة سعد الحريري او سواه، بما في ذلك رئيس مجلس النواب والمؤسسة التشريعية ككل، الى ان جاء من يفهم حقيقة الوضع السياسي والاداري الرسمي الذي يحدد اطار عمل ومسؤولية رئيس الجمهورية ان كان الجنرال او سواه، لكن ليس بوسعه الا ان يكون سيفا مصلتا، يمنع الفساد ويتصدى للفاسدين، حيث سيقال عندها ان الرئيس يعرف المهام المطلوبة منه بمعزل عن كل ما من شأنه ان يثير عواصف سياسية واعلامية في وجهه (…)
هذه الصورة من الواجب ان ينتظرها اللبنانيون بفارغ صبر بعد طول تعرضهم للابتزاز من بعض السياسيين الذين حولوا بعض الادارات العامة الى مزارع وظفوا فيها الالاف بوجه غير حق. وعندها من الواجب القول لرئيس الجمهورية شكرا جزيلا مضاعفا يفهم منه ان الرئيس عون لن يكون وحده في سدة الرئاسة مراقبا ومتصرفا من خلال كل ما يملكه من قدرات وما يؤهله له المنصب من قناعة سياسية ودستورية – قانونية من الواجب والضروري توقعها بمعزل عن كل ما من شأنه التشكيك المسبق بما سيفعله الجنرال بعد وصوله الى قصر بعبدا حيث سيكون مطالبا اولا واخيرا باثبات الوجود الشرعي والسياسي والشعبي في آن؟!
والذين واكبوا عون في زيارته الى عين التينة اجمعوا على القول ان اللقاء كان ايجابيا وتخللته جولة افق مختصرة قال عنها ما يجب قوله لابقاء الابواب مفتوحة امامه خصوصا ان الامور ستكون مرهونة باوقاتها واعمالها وبكل ما يجب ان يصدر عن بعبدا، لاسيما ان المقربين من الجنرال مطالبون بدعم الجنرال اكثر من خصومه الذين يهمهم ان تكون اخطاء وهفوات من شأنها ان تعود الامور العامة الى سلبية سياسية وادارية في غاية التعقيد بحسب ما يعرفه الجميع ولو بنسب متفاوتة الحجم والنتائج؟!
في خلاصة الكلام، ان الرئاسة الاولى ستكون محل مراقبة لان المطلوب منها تكملة صورة وعمل المؤسسات التي عانت ولا تزال تعاني الامرين جراء، ما حصل من فراغ ومن تناتش في السلطة الى حد القول ان لا مزيد من الاخطاء مهما كانت طفيفة، لان المراقبة المرتقبة والحذرة ستكون سيدة الموقف اضف الى كل ما تقدم ان البرلمان الجديد سيكون مطالبا بأن يفتح العين ويسهر على اداء الادارة العامة حفاظا على نهج مرشح ان يتطور الى عهد ايجابي ومنتج بحسب توقعات المراقبين الذين وجدوا في ترشيح العماد للرئاسة الاولى بارقة امل من الواضح احاطتها بأعلى درجات المواكبة المسؤولة (…)
من هنا يفهم ان المطلوب سياسيا من جماعة الجنرال العمل بموجب قرارات ودلائل لا يرقى الشك اليها، خصوصا ان كل هؤلاء سيكونون محل تساؤل بنسبة ما هو مطالب به رئيس الجمهورية الذي يعرف تماما انه سيكون مطالبا بالكثير، لاسيما ان مجالات العمل بعد طول جمود سيحسب بدقة لما فيه مصلحة العهد واللبنانيين عموما الذين سيركزون تلقائيا على افضل اداء سياسي واداري من غير ان تكون هناك حسابات خاصة تعني البعض لكنها لا تفيد الاكثرية في مطلق الاحوال؟!