IMLebanon

أردوغان تعمَّد إخفاء إسلاميته وقوميته!

عن سؤال: هل كان في محلّه ظنّ العالم أن الإسلام المعتدل وصل عندما وصل أردوغان وحزبه إلى الحكم في تركيا؟ أجاب الباحث الأميركي الحالي والديبلوماسي السابق البارع نفسه الذي تابع عن كثب قضايا المنطقة ودولها، قال: “أتى “حزب العدالة والتنمية” إلى الحكم بعد عقود من حكم العسكر العلماني وإن بواجهات حكومية مدنية. وانتهج في حكمه خطاً وسطياً في البداية. وتلافى كشف “أجندته” المحافظة أو الإسلامية والقومية التركية. هل كانت مخبّأة وتعمَّد إخفاءها، أم لم تكن تكوّنت بعد عنده وتحديداً عند زعيمه أردوغان؟ كان رئيساً لبلدية اسطنبول فعمَّرها. وعندما صار رئيس حكومة حقّق ازدهاراً اقتصادياً غير مسبوق. ثم بدأ ينحرف، بإظهار طموحاته القومية والإسلامية. وتخلّى عن احترام الديموقراطية الذي أظهره في السابق ومارسه، والذي أكسبه عطف العالم والأتراك غير الإسلاميين فانضموا إليه. بعد ذلك بدأ الفساد، وصار أردوغان، رئيس الحكومة ولاحقاً رئيس الجمهورية، أسير حلقة ضيّقة حوله مهمّتها كيل المديح له والتغطية على كل سياساته وممارساته، وحتى المشاركة فيها وفي منافعها. اعتبر نفسه أباً لكل الأتراك، ومسؤولاً عن توجيههم مباشرة ليعرفوا كيف يتصرفون ويعملون. تخلى عنه “حليفه أو شريكه” التركي المقيم في أميركا (فيلادلفيا) ومؤسِّس حركة “حزمت” فتح الله غولن وآخرون، جعله ذلك يذمّ كل من لا يمدحه ويحب المدّاحين. عبدالله غل شريك أردوغان في تأسيس “حزب العدالة والتنمية” ورئيس الحكومة بدلاً منه يوم كان في السجن ثم رئيس الجمهورية لاحقاً، أمضى سنة في بريطانيا وسنوات في السعودية، وتعلّم لغات أجنبية، وعلّمه ذلك التواضع. هو مسلم مؤمن ولكن غير متطرّف كأردوغان. باباجان (قيادي في الحزب نفسه) مثله. ربما أثَّرت في أردوغان قلة علمه وثقافته وساهمت في تكوين شخصيته الشعبوية. واذا استمر أردوغان في سياسته ومواقفه فانه قد يأخذ تركيا إلى الفوضى، وهذا لا يتمناه أحد لها. فهي دولة مسلمة ازدهرت اقتصادياً وديموقراطياً وثقافياً واجتماعياً. ويجب أن تبقى كذلك لأنها دولة كبيرة وقوية وذات دور مهم في المنطقة، ولأنها تستطيع أن تتعاون مع مصر والسعودية من أجل التعامل بندِّية مع إيران أو مواجهتها إذا اقتضت التطورات ذلك”. اما لبنان، ختم الباحث الحالي والديبلوماسي السابق نفسه، “فإنه يعيش ظروفاً بالغة الصعوبة. أنت تعرفها مثلي وربما أكثر مني. ولن أخوض فيها”.

ماذا عند باحث جدّي مارس العمل الرسمي مدّة معينة في مركز أبحاث مهم وعريض في واشنطن؟

سألته في بداية اللقاء: هل ماتت عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين؟ أجاب: “في رأيي لم تمت، ويجب أن لا تموت. الآن الظروف غير ملائمة لها لأسباب عدة، منها أن المنطقة ملتهبة وتعيش أزمات وحروباً ومشكلات. ومنها أيضاً أن إيران موجودة بل متوسّعة في المنطقة وهي في نظر إسرائيل خطر كبير عليها. في اختصار كل من الفريقين الفلسطيني والإسرائيلي لم يقُم بمسؤولياته كاملة. أهم شيء الآن هو أن يتجنَّب الفلسطينيون انتفاضة مسلحة جديدة. والإسرائيليون لا يزالون على رغم فوز اليمين في الانتخابات العامة، منقسمين فريقين شبه متساويين. يضم الأول اليمين المتطرف ووسط اليمين. ويضمّ الثاني اليسار وهو صغير الحجم ووسط اليسار. وهذا الواقع سيجعل الأمور تعدِّل بعضها في إسرائيل. الإسرائيليون لا يريدون العودة إلى عهد السيارات المفخّخة والتفجيرات الانتحارية وغير الانتحارية، والذين يدخلون الجندية وهم شباب لا يعرفون الماضي. أهم شيء هو أن لا تنفذ السلطة الوطنية الفلسطينية تهديدها بوقف التعاون الأمني مع إسرائيل. فذلك يؤذيها على رغم أنها قادرة على الدفاع عن نفسها. لكنه يؤذي الفلسطينيّين أكثر لأن سلطتهم عاجزة عن الدفاع عنهم. طلب رئيس الشرطة الفلسطينيّة من قيادته عدم إدخال التعاون الأمني في الصراع السياسي الدائر بل المحتدم مع إسرائيل. والصراع المسلّح تخلّى عنه معظم الفلسطينيين وكذلك العرب باستثناء “الجهاديّين” طبعاً. ذلك أن العودة إليه ستعيد فلتان الأمن، وعلى نطاق واسع، إلى الضفة الغربية. فرام الله كانت مدينة يعيش فيها اللصوص، أنظر الآن اليها. تغيّرت كثيراً أو تقدَّمت. في أي حال هناك حلول جزئية يمكن اعتمادها لتسهيل الحياة. مثلاً تبادل الأراضي بنسبة 5 في المئة. ومن شأن ذلك إدخال 83 في المئة من يهود المستوطنات في اسرائيل. وتصبح أراضي السلطة الفلسطينية مترابطة وطبعاً الـ17 في المئة من المستوطنين الباقين يصبحون من سكان الضفة”.

ماذا عن إيران واسرائيل؟ سألت.