يعقد اليوم لقاء درزي في خلده، للاطراف التي يجمعها خط سياسي على دعم المقاومة ضد العدو الاسرائىلي، والتحالف مع النظام السوري، وتأييد عهد الرئىس ميشال عون، ودعا اليه رئىس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، وهو يدخل في اطار التشاور مع الحلفاء السياسيين، اذ سيحضره كل من شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ ناصر الدين الغريب، والوزراء السابقين الدروز وئام وهاب، مروان خير الدين صالح الغريب، والوزير الحالي رمزي مشرفية، اضافة الى طارق الداوود وفاروق الاعور، وبعض المسؤولين في الحزب الديموقراطي اللبناني.
واللقاء يأتي في ظل التطورات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية والتحرك الشعبي في الشارع المطالب بلجم ارتفاع سعر صرف الدولار امام الليرة، وحالة الفقر والجوع والبطالة التي يعيشها اللبنانيون عموما والدروز منهم خصوصا اذ تفرض هذه العناوين نفسها على اللقاء الذي سيمهد للعشاء الذي يجمع ارسلان برئىس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، والذي دعاهما اليه الرئيس نبيه بري في عين التينة، ولازالة كل الشوائب التي تعتري العلاقة بين الطرفين، وتعزيز الاستقرار في الجبل، والحفاظ على وحدة الطائفة الدرزية، وعدم جرها الى توترات داخلية وصدامات، كما حصل في حادثتي الشويفات وقبرشمون.
وسيعرض ارسلان في اللقاء، للتطورات السياسية والامنية اضافة الى الاوضاع المالية والاقتصادية، والواقع المعيشي لابناء طائفة الموحدين الدروز، وكيف السبيل الى مساعدة المحتاجين منهم، وتعزيز صمودهم باقتصاد منتج وفق ما تقول مصادر مطلعة على التحضير للقاء الذي سيبحث في التعيينات التي حصلت في المواقع المالية والادارية الشاغرة، وتلك المنتظرة ومنها المركزين للطائفة الدرزية في قيادة الشرطة القضائىة والمديرية العامة لوزارة الصحة، والمعايير التي وضعت للتعيين.
وفي هذا الاطار، فإن صاحب الدعوة للقاء النائب ارسلان يؤكد لـ «الديار» بأنه يقع في اطار التشاور بين حلفاء الخط السياسي والاستراتيجي الواحد، وضرورة تمتين ساحتنا كأطراف سياسية، تعمل على الساحة الدرزية، وهو ليس اللقاء الاول وسبقه ان حصلت اجتماعات واتصالات للتداول بشؤون تخص الجبل، والاحداث التي تحصل فيه من وقت الى اخر.
وسيكون العشاء الذي يجمع ارسلارن بجنبلاط عند الرئيس بري احد عناوين اللقاء ايضا اذ يقول رئىس الحزب الديموقراطي اللبناني ان الدعوة اتته من عين التينة وهو سيلبيها وليس جدول الاعمال على طاولة العشاء، مواضيع مسبقة للبحث وان العلاقات مع جنبلاط ليست مقطوعة، منذ المصالحة التي تمت بينهما في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد حادثة قبرشمون، التي حصلت قبل نحو عام، ولم يصدر فيها قرار ظني بعد، وتحولت الى المحكمة العسكرية بحيث يتساءل ارسلان عن السبب الذي يجعل القضاء العسكري يتأخر عن اصدار القرار وقد سلمنا ان تكون الحادثة بين يديه بعد ان طرحنا تحويلها الى المجلس العدلي، وشلت الحكومة وقتها.
ولا يذهب ارسلان الى عين التينة للقاء جنبلاط الذي سبق وزار معزيا بقريبه المرحوم عصمت ارسلان وتمنى عليه انهاء ذيول حادثتي الشويفات وقبرشمون، ولم يكن ارسلان معارضا وهو ينتظر ما سيطرحه راعي العشاء الذي كان السبّاق للدعوة لطاولة الحوار في اذار 2006، كما نظم حوارا بين حزب الله و«تيار المستقبل» وهو دعا الى هذا العشاء لفتح باب حوار بين الزعيمين الدرزيين، وتعزيز التعاون بينهما للحفاظ على الاستقرار، حيث يؤكد ارسلان بأنه منفتح على الحوار، دون شروط، وحريص على كل نقطة دم تراق في وغير مكانها الصحيح.
لقاء خلدة، هو لتعزيز التحالف ضمن افرقاء الخط السياسي الواحد، اذ يقول ارسلان بأن لا مساومة او تنازل عن الشؤون الاستراتيجية كدعم المقاومة والتحالف مع سوريا وهو ما سيؤكد عليه اثناء العشاء مع جنبلاط، وستكون العلاقة معه على «تنطيم الخلاف» وهي العبارة التي يستخدمها جنبلاط نفسه مع حزب الله وان البحث في الشأن الدرزي سيكون ضمن سلة كاملة وهو ليس محشورا ليقدم اي شيء مجانا.