باسم من ينطق “المير” طلال إرسلان، هل يعبّر عن مصالح ناخبيه وبلده أم أنه “مقاول غب الطلب” من خارج الحدود بتعليمات من نظام الأسد؟ هل يمثّل إرسلان أبناء طائفته الكريمة أم يمثّل “حزب الله”؟ هل يمثّل حزبه “الديموقراطي” أم “الوطني الحر”؟ هي أسئلة تعود إلى تصرفات إرسلان وممارساته الأخيرة التي باتت فاضحة في أنها تعبّر عن جهات داخلية وأحياناً أكثر عن رسائل من خارج الحدود.
ولن يصدر أي رد من “صاحب الدولة” (وصف استخدمه الوزير وائل أبو فاعور في جلسات مناقشة الموازنة) الرئيس سعد الحريري على “زوبعة فنجان” إرسلان الذي وصل معه الحال، جراء عدم إحالة حادثة الجبل إلى “العدلي” إلى استخدام “التهديد السياسي” مع الحريري بالقول: “أدعو رئيس الحكومة لتحمل مسؤولياته كرئيس لوزراء لبنان وإلا سيتهم بأنه شريك بتغطية ما حصل”.
وليست المرة الأولى التي يخاطب فيها إرسلان رئيس الحكومة بلغة “الاستعلاء”، فسبق أن غرّد تعليقاً على استبعاد وزير الدولة لشؤون “النازحين” صالح الغريب من زيارة بروكسل، وقال حينها للحريري: “لا نزعل منك بل نزعل عليك”، وبأن تبرير رئيس الحكومة: “عذر أقبح من ذنب”، وغاب عنه أن الغريب سارع، بقرار منفرد، إلى زيارة سوريا للحديث بملف اللاجئين خارقاً البيان الوزاري للحكومة. وللاشارة، فإن الغريب لم يقدم اي جديد في الملف وبالتالي لا بد من السؤال عن الحاجة إلى وزارته وماذا قدّم طوال هذه الفترة، في ظل العمل المتواصل من وزارة الشؤون الاجتماعية في الملف.
يبدو واضحاً أن إرسلان يشعر بطعم الخسارة قبل تذوقها. فكل المبادرات التي تُطرح، لا تصب في مصلحته بإحالة القضية على “العدلي”، خصوصاً طروح رئيس مجلس النواب نبيه بري، الحليف الأقوى لـ”حزب الله”. والمفارقة، أن إرسلان ومنذ اليوم الأول للحادثة، يروّج لنظرية الكمين من دون أي اثباتات، مستبقاً تحقيقات الأجهزة الأمنية. وسلّمت قوى الأمن الملف إلى النيابة العامة التمييزية، فهل يعرف إرسلان ماذا تضمنت؟ إنها توزع مسؤوليات ما حدث وبينها مسؤولية ما أقدم عليه مرافقو الغريب. وليست المرة الأولى التي يرفض فيها إرسلان تسليم المطلوبين، فحادثة الشويفات والضحية علاء أبو فرج والتحقيقات تشهد على تورط المدعو أمين السوقي بقتل أبو فرج. وبدلاً من تسليمه، حمت دارة خلدة المطلوب من الدولة إلى حين اختفائه وهروبه إلى سوريا.
وبات معروفاً أن “حزب الله” يستخدم “الديموقراطي” للانتقام من رئيس “الاشتراكي” وليد جنبلاط، ومقابلة السيد نصرالله شهدت على ذلك، ولكن هل تصرفاته تستند فقط على كلام “السيد” أما هناك تعليمات من آخرين، فما يقوم به “المير” لا ينفصل عن الحصار الذي بدأ على جنبلاط وتصدى له الحريري وكأن ما يحصل عقاب للأخير، لكن ما أن بدأت القضية تنقلب على إرسلان، بدأ يصرخ توتيراً.