Site icon IMLebanon

تصعيد جعجع «بالونات اختبار»

ليس صعباً استنتاج ان «الصراخ العالي النبرة» لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كما يصفه قيادي بارز في حزب الله، هو خير تأكيد ان ما يريده جعجع من الحزب لم يتحقق ولم يصل الى نتيجة. ويؤكد القيادي ان حزب الله يؤمن بالحوار والتواصل وبتقريب وجهات النظر ومستعد لمحاورة من يختلف معه سياسيا. ولكن تحت سقف المسلمات الوطنية وضمن إطار «المعقول» والمقبول. فلا يمكن الجلوس والحوار مع من يساوي المقاومة بالعدو الصهيوني ومع من لا يعتبر ان اسرائيل عدواً او من يساوي ايران وسوريا باسرائيل او من يساوي المقاومة بـ«داعش» و«النصرة» وباقي فلول الارهاب. كما لا يمكن القبول بمحاورة من لا يعترف بمشروعية المقاومة وتضحياتها وامتدادها السياسي والشعبي والوطني والحكومي والنيابي فكل ما تقدم حقائق راسخة وواضحة وظاهرة للعيان.

ويوضح القيادي قصة التواصل الذي لا «ينقطع» بين القوات اللبنانية وحزب الله. ويقول ان شورى القرار في حزب الله اتخذ قراراً منذ الايام الاولى لتشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري بالتواصل «متى لزم» الامر مع القوات اللبنانية وتيار المستقبل في ما خص تسيير قضايا الناس والبلد ومقتضيات العمل السياسي الحكومي والبرلماني. وقد اوعز لوزراء ونواب الحزب بالقيام بذلك متى استدعت الحاجة وقد شهدنا زيارة وزيري الصحة والاعلام غسان حاصباني وملحم الرياشي الى الضاحية في الاشهر الماضية وضمن هذا السياق كما نسق الرياشي مع النائب حسن فضل الله  في قضايا اعلامية عديدة بين وزارة الاعلام ولجنة الاعلام النيابية.

كما يتواصل وزراء ونواب الحزب مع وزراء ونواب المستقبل كما يتبادل وزراء الحزب «الود» و«العتب» مع رئيس الحكومة سعد الحريري ويعبر كل منهما عن رأيه رغم كل الاختلافات والخلافات المحلية والاقليمية والدولية. ويقول القيادي ان العلاقة مع المستقبل اسهل وايسر من  علاقة الحزب بالقوات.

ويلفت القيادي الى ان كل ما يحكى عن تقارب مع القوات او اتجاه «لتطبيع» العلاقات معها ليس دقيقا ولا علم للحزب به. فاي لقاء خارج قرار شورى الحزب لا يتم ولا يخجل الحزب بإلاعلان عن اي لقاء او بنشر اي  معلومات عن لقاءات كوادره وقيادته وخصوصا مع خصومه اللبنانيين وعندما يتكتم الحزب احيانا عن اي لقاء حساس ومفصلي وهام، يكون اما لوجود ضرر من هذا الاعلان او لحاجة سياسية يقصدها الحزب في التكتم او بناء على مصلحة الطرف الآخر ورغبته في عدم الاعلان.

ويستدرك القيادي هنا ليقول انه قد يصدف لقاء على هامش مناسبة اجتماعية رسمية او عامة او عشاء او غداء او تعاز وفي هذا الاطار قد يحدث تواصل بين نواب ووزراء الحزب او قيادات منه مع آخرين في القوات او الكتائب او المستقبل ففي هذه الحالة «السلام والكلام» بين الزملاء امر طبيعي وبديهي ولا يمكن وصفه بغير العادي او انه «لقاء سري» و«خطير»!

ويشدد القيادي على  ان معظم التسريبات التي «ترمى» في الاعلام تقف وراءها جهات قواتية او محسوبة عليها وهي تهدف الى الضغط على الحزب او تمرير رسائل «ود» او اعتبارها «بالونات اختبار» لقياس ردة فعل الحزب عليها. ففي الاشهر الاولى من تشكيل الحكومة توقف الدكتور سمير جعجع عن التعليق والرد على كل خطابات الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وسادت وسائل الاعلام «هدنة» من جانب القوات التي توقفت عن تناول الحزب لا من قريب ولا من بعيد، لكن «هذه الهدنة» لم تصمد طويلاً بعدما تأكد جعجع ان الطريق الى حارة حريك «وعرة جداً» ومحفوفة بالصعوبات الكثيرة. وهنا يؤكد القيادي ان الخلاف مع جعجع استراتيجي وعلى الثوابت الاساسية والوطنية خصوصا ولا مشتركات سياسية بهذا الاطار.

اما القضايا المطلبية والمعيشية وسلسلة الرتب والرواتب وكل الملفات الاقتصادي والاجتماعية الاخرى فلا خلاف عليها بين حزب الله او اي مكون سياسي اخر.

عودة جعجع الى «عاداته» القديمة، يشير القيادي الى ان اسبابها طموحات الرجل السياسية فهو يمني النفس بحظوظ رئاسية بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون اسوة بالنائب سليمان فرنجية والوزير جبران باسيل فهذه الثلاثية المارونية الجديدة «لن تتفق» ولن يفرط حزب الله باحد حليفيه لا باسيل ولا فرنجية كرمى لجعجع ولن يفرط بوعده الرئاسي لفرنجية كما التزم مع العماد عون وصدق معه رغم كل الضغوطات والتهويل المحلي والدولي.