الرئيس نبيه بري وفّى قسطه الرئاسي، وفعل أكثر مما عليه. وضحّى أيضاً.
الرئيس سعد الحريري حمل بدوره وبصدره كل العبء والمسؤوليّة، ومشى درب آلام ملء الفراغ الرئاسي، بلوغاً لمرحلة ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجيه.
وبلا تردّد. بل بكل ما أوتي من حماسة وقوّة وفاعليّة، وباعتراف الجميع.
إلى الآن، والى غدٍ، وربما إلى عدّة من أيام أُخَر، لا بارقة جديدة في اتجاه ترجمة الترشيح إلى جلسة نيابيّة لانتخاب الرئيس الجديد.
ولدى السؤال يأتي الجواب، غالباً، أن الطابة في ملعب “الأقطاب الأربعة” الذين صاروا ثلاثة بعد ترشيح قطب منهم، هو نائب زغرتا، للمنصب الرئاسي.
قلتم لا مرشَّح ولا رئيس إلا من “الأقطاب الأربعة”، فلاقاكم المتعاطون الشأن الرئاسي إلى أبعد من منتصف الطريق قائلين وصادحين: سمعاً وطاعة. سليمان فرنجيه قطبٌ من الأربعة، وهو مرشّحنا. فهاتوا أيديكم لنتعاون على الخير ولما فيه مصلحة لبنان، فأخفيتم أيديكم في أعبابكم…
ومن دون إعطاء أيّة حجّة، أو الإعلان عن سبب أيّاً تكن غايته.
إذاً، في المسألة “إنَّ” على جاري العادة… وليس من الضروري الولوج في كَنْهِ الأسباب والموجبات. فالأخذ والردّ في الاستحقاقات الرئاسيّة مألوفان. ومن تحصيل الحاصل أن يزداد غضب بعض المسترئسين بمقدار حظوظ مَنْ رسا عليه الترشيح.
وهل ننسى مقولة أنا أو لا أحد؟
في كل حال، حان الوقت ليتحمّل الجميع مسؤولياتهم، وتحديداً أولئك الذين انتخبهم الشعب العنيد ليكونوا ممثّليه وممثّلي لبنان الكرامة، ويلبوا النداء عجالاً إذا ما الداعي دعا.
والداعي ذاته يدعوهم اليوم، كما أمس وغداً، ليبرهنوا عن وفائهم بالأفعال لا بالخطب الرنانة أو تلك المملّة، والتالفة من جراء التكرار والاجترار.
المسؤوليّة الآن ليست مسؤوليّة الطوائف أو المذاهب أو الأحزاب بقدر ما هي مسؤوليّة نوّاب قاعدين لا شغلة ولا عملة، ولا حتى تصريح، أو بيان رفع عتب، أو كلمة استنكار لهذا الاستهتار المريع الذي وصل إليه حال “قطعة السما”.
وبفضل الاستلشاق، واللامبالاة، وما يتسلّح به من أعذار واهية أولئك الذين لا يحكون ولا يسكتون إلا بفعل إشارة من خارج كما لم يعد مجهولاً أو مرفوضاً لدى أحد.
ألاّ هبّوا املأوا كأس الفراغ الرئاسي، قبل أن يملأ كأسَ الوطن كفُّ القدَر.
ودقّي يا مزّيكا…