IMLebanon

أوروبا واللاجئون من سوريا

 

حسناً فعل دولة الرئيس نبيه بري برفض بيان بروكسل جملة وتفصيلاً باسمه وباسم المجلس النيابي، تظنّ الدول الأوروبيّة المانحة أنّها ببضعة مليارات تستطيع أن تورّط لبنان في توطين اللاجئين السوريين على أراضيه، وهذا الاعتقاد السائد، بسبب سوء تقدير القيادات السياسيّة حجم خطورة موضوع اللاجئين السوريين في لبنان، والحديث عن مخططات مشبوهة لتوطين اللاجئين السوريّين هي مخططات جديّة جدّاً ومدروسة بعناية شديدة لتوصلنا إلى «التوطين» فيما دول أوروبيّة مثل ألمانيا ـ وهي الدولة الأولى التي هبّت لاستقبال اللاجئين ـ تسعى إلى تطبيق برنامج جديد يخلّصها من وجود اللاجئين من سوريا فيها! بالأمس نقل موقع مهاجر نيوز خطّة تطبقها ألمانيا للتخلّص من اللاجئين السوريين الذين فتحت لهم أبوابها.

 

تقضي الخطّة الألمانيّة بتوطين اللاجئين السوريّين في بلد ثالث، من دون تحديد هويّة هذا البلد، ضاقت ألمانيا باللاجئين، وتشمل هذه الخطّة إعادة توطين هؤلاء في دولة ثالثة، و»يا خوفي نكون نحنا»! وعرّف موقع مهاجر نيوز مصطلحات دقيقة فـ»إعادة التوطين تعني إرسال طالب اللجوء إلى بلد ثالث، غير بلده الأصلي وغير البلد الذي وصل إليه لأول مرة إذا كان مهدداً بالخطر فيه. وهذا ينطبق فقط على من يتم الاعتراف بهم كلاجئين من قبل وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، كحال السوريين الذين هربوا من بلدهم وقدموا طلبات لجوء إلى أوروبا في تركيا أو الأردن أو لبنان مثلا. إعادة التوطين تساعد ذوي الظروف الصحية أو القانونية الخاصة بشكل أساسي».

عندما تجد أوروبا وهي قارّة كبرى بأمها وأبيها مشكلة كبرى في بقاء عشرات آلاف النازحين السوريين على أرضها، تمنيّت أن أفهم لماذا يحقّ لأوروبا ما لا يحقّ للبنان، من المؤسف أنّ العالم لا يجد حلولاً للنازحين على أراضيه سوى أن يبقيهم في لبنان والأردن، لماذا يحقّ لألمانيا ما لا يحقّ للبنان؟!

نحن في أزمة كبرى، ومن المؤسف أنّ الدول العربيّة تتصرّف كالعادة على طريقة «حايد عن ضهري.. بسيطة»، وهنا لا نريد نحن أن  نحاكم ألمانيا، ولكن من باب التدلل على حجم الأزمة، بل للتحذير ممّا يُحاك للبنان؟ والمخططات الجارية لتوطين الفلسطيني فيه، وهذا الأمر مؤسف، بسبب النوايا المبيّتة في هذا الموضوع! لا يتحمل لبنان كارثة جديدة كتلك التي عاشها مع وصول أفواج اللاجئين الفلسطينيين، 70 عاماً والأمم المتحدّة تتفرج على الفاشل برمي أزمة اللاجئين السوري على ظهر اللبنانيين!

في عامي 2016 و2017 قدم الاتحاد الأوروبي فرصاً لإعادة توطين 22504 شخص. ووضعت المفوضية الأوروبية خطة لإعادة توطين 50 ألف شخص في أيلول عام 2017، وخصصت 500 مليون يورو لدعم جهود الدول الأعضاء في ذلك. وبالرغم من ذلك فإن بعض الدول الأوروبية لا تلتزم بخطط إعادة التوطين، فألمانيا مثلاً لم تستقبل سوى 2700 طالب لجوء من خلال برنامج إعادة التوطين منذ عام 2013، وفقاً لصحيفة Die Welt الألمانية. لكن وافقت ألمانيا مؤخرا على استقبال 10 آلاف لاجئ ضمن برنامج خاص لـ»إعادة التوطين» أطلقته مفوضية الاتحاد الأوروبي لشؤون اللاجئين، أعيدوا توطينهم «بس مش عنّا»!

لم يعد بمقدور لبنان التحمّل، يكاد لبنان ينفجر بنا وبالنازحين السوريين، بالأمس ضرب سائقو الباصات السوريين سائقو الباصات اللبنانيين، ونفذ اللبنانيون اعتصاماً احتجاجاً على مزاحمة اللبنانيّين في لقمة عيشهم، وهذا أمرٌ غير مقبول…

عرّف موقع مهاجر نيوز إعادة التوطين بأنّها «إرسال طالب اللجوء إلى بلد ثالث، غير بلده الأصلي وغير البلد الذي وصل إليه لأول مرة إذا كان مهدداً بالخطر فيه. وهذا ينطبق فقط على من يتم الاعتراف بهم كلاجئين من قبل وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، كحال السوريين الذين هربوا من بلدهم وقدموا طلبات لجوء إلى أوروبا في تركيا أو الأردن أو لبنان مثلا. إعادة التوطين تساعد ذوي الظروف الصحية أو القانونية الخاصة بشكل أساسي»، أرسلوهم إلى بلد ثالث، أراضي الدول العربيّة والدول الغربيّة شاسعة، أرسلوهم حيث شئتم وخذوا معهم اللاجئين في لبنان والأردن أيضاً، بالكاد لبنان يتّسع لشعبه، ولبعض اللبنانيين «أدعياء» الإنسانية، قولوا عنّا عنصريّين «لتشبعوا»!