الاستنتاج الذي خرج به الموفد الفرنسي مدير دائرة شمال افريقيا والشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو من اللقاءات التي عقدها مع كل من رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمام سلام، ان ما يعوق مهمته الرامية الى تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، هو أولا التفاهم المسيحي على مرشح غير رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ولهذا سيتوجه الى روما للقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي الموجود هناك وليطلب منه بذل الجهود لتذليل العقدة المارونية الحائلة حتى الآن دون ترشيح شخصية تكون مقبولة من عون وجعجع من أجل الانتقال الى مرحلة ثانية لتأمين التأييد الوطني له من سائر القوى. وتجدر الاشارة الى ان الراعي بحث أمس مع الباب فرنسيس في سيل تقريب وجهات النظر بين المرشحين المارونيين القويين، العاجز كل منهما عن تأمين النصاب لعقد جلسة انخابية لمجلس النواب.
وأفادت مصادر معظم الذين التقاهم جيرو من مسؤولين وزعماء سياسيين في بيروت انه كان “مستمعا أكثر منه متكلما”. ووصفه وزير الثقافة ريمون عريجي بأنه “ناقل للافكار وليس وسيطا”، وكان قليل الكلام، لذا ليس لديه اي مبادرة نقلها الى من قابلهم وتناول معهم موضوع الاستحقاق الرئاسي، وقد شدد على ان بلاده تعوّل جدا على اهمية ملء هذا المركز لانهاء الخلل في عمل المؤسسات”.
ونقل عنه انه أطلع أكثر من رئيس كتلة على أن عون متمسك بموقفه كمرشح يمثل القوى المسيحية، وأن ايران لن تمارس أي ضغط على مؤيديها من اللبنانيين، كما أن قوى 14 آذار تعتبر أن مرشحها مستعد للتنازل لمصلحة مرشح يؤيد توجهات تياره السياسي.
وأشارت مصادر الذين التقاهم انه ركز معهم على تأييد بلاده للحوارات بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، وتأمل ان تؤدي الى “تفاهم ينهي عقدة اختيار البديل”، وفق تعبيره. كما ان باريس تؤيد الحوار المتواصل بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” الذي، في نظر جيرو “يوفر المناعة الامنية في البلاد ويمنع الاقتتال المذهبي المتفشي في سوريا والعراق، ويشكل درعا قوية لمواجهة محاولات التنظيمين الارهابيين “داعش” و”جبهة النصرة” احداث اي اختراق من الحدود الشرقية للبنان مع سوريا، والمحاولات كثيرة وربما ستزداد لسبب استراتيجي. ولم يخف قلق بلاده من ان الاشهر القليلة المقبلة ستكون حرجة بالنسبة الى الامن في لبنان.
وتوافرت معلومات لدى “النهار” من مصادر ديبلوماسية ان الاميركيين والاوروبيين يأخذون على محمل الجد الهجمات المتكررة لمسلحي “جبهة النصرة” على أكثر من موقع للجيش، ولا سيما في جرود راس بعلبك، والسبب ان التحالف الدولي مصمم على اخراج “داعش” من العراق في غضون أشهر قليلة، حيث ستتغير الخطط المتبعة اذا أقر الكونغرس الميزانية التي طلبها الرئيس الاميركي بارك أوباما وهي 8,8 مليارات دولار، كما ان الاتحاد الاوروبي رصد مليار دولار لمكافحة الارهاب الذي ضرب فرنسا، وبقية الدول مستنفرة لمواجهته بفعل وجود رعايا يقاتلون في صفوف “داعش”.
وفي معلومات ايضا ان ترجمة عملية تواكب الاخطار الارهابية على لبنان لاستباق حدوثها، وان اجتماعا عسكريا عقده في بيروت رئيس اركان الجيش في دولة أوروبية، وعلم انها مستعدة لدعم لبنان بتوجيه ضربات عسكرية من مقاتلات ترابط على بعد 200 كيلومتر من لبنان في قاعدة بحرية، في حال تعرض مواقع الجيش في البقاع لهجوم كثيف يستدعي دعما جويا لوقفه، اذا طلب لبنان ذلك.