كشفت مصادر ديبلوماسية غربية مطلعة ان زيارة وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الى بيروت، تشكل حلقة في مسلسل اهتمام غربي لافت ومستجد بالساحة اللبنانية وهي اذ تأتي بعد ايام قليلة على زيارة الامين العام للامم المتحدة، فانها ستستتبع بجولات مماثلة من حيث العناوين يقوم بها موفدون اميركيون واوروبيون في الايام المقبلة. واكدت المصادر ان هذه الاحاطة الغربية «المتأخرة» بالواقع اللبناني تنطلق من عاملين اساسيين الاول مرتبط بطبخة التسوية السياسيةالسورية التي وضعت على النار والثاني يتعلق باحد ابرز ارتدادات هذه التسوية على لبنان وهي واقع النزوح. وبالتالي فان العوامل المؤثرة على هذين العنوانين ومن الزاويةاللبنانية قد طرحت على هامش لقاءات الوزير البريطاني مع القيادات في بيروت لا سيما على مستوى الوضع الامني وذلك لجهة دعم الجيش معنويا ولوجستيا في مهمته بمكافحة الارهاب التكفيري.
ومن هنا، فان الالتزام الذي عبر عنه الوزير البريطاني تجاه الدولة اللبنانية، يعود بنسبة كبيرة منه الى استضافة لبنان لمئات الاف النازحين السوريين ولصمود جيشه في وجه التنظيمات الارهابية على الحدود الشرقية والشمالية. ورأت المصادر الديبلوماسية في تمايز الخطاب البريطاني عن الخطاب الاممي، التفاتة ديبلوماسية باتجاه مراعاة الموقف اللبناني الرسمي والشعبي المعلن والرافض بشدة لاي توطين سواء كان سوريا اوغير سوري على الاراضي اللبنانية، علما ان هذا التوجه يجري التداول به في المجتمع الدولي وقد تم الكشف عنه الاسبوع الماضي حيث تحدثت معلومات غربية عن خطة لتوطين اللاجئين السوريين في البلدان التي هربوا اليها خصوصا في الدول الاوروبية وكذلك في دول الجوار السوري.
لكن المخاطر المحدقة بالساحة اللبنانية جراء هذه الخطط الغربية لا تقتصر فقط على خطر التوطين كأمر واقع سيفرض عليه كما اضافت المصادر الديبلوماسية نفسها، والتي اكدت ان آليات المقاربة اللبنانية للروزنامات الاقليمية والغربية والتي يتم التعبير عنها احيانا بشكل ملتبس واحيانا بشكل صريح الموفدون الديبلوماسيون الاجانب الى لبنان، لا ترتقي الى مستوى المواجهة الفعلية. واكدت ان هذه المقاربة يجب ان تركز على تأمين المصلحة اللبنانية العليا وترجيحها على كل المصالح الخارجية من دون اي استثناءات. ولاحظت ان استمرار التخبط في الخلافات الداخلية في لحظة اقليمية حرجة وخطرة، يؤدي الى اشغال المسؤولين والقيادات كافة، عن مواكبة ما يرسم من مخططات للمنطقة انطلاقا من الساحة السورية.
كذلك رأت المصادر الديبلوماسية المطلعة ان التلهي بالسجالات غير المنتجة على اي من المستويات المحلية والديبلوماسية، يكاد يندرج في سياق عزل لبنان عن كل سيناريوهات الحلول التي بدأت ترتسم في المنطقة، لافتة الى ان طرح الاستحقاق الرئاسي لم يعد أولوية في الخطاب الغربي كما في الاوساط الداخلية التي أقرت بالوصول الى حائط مسدود على هذا الصعيد. واستدركت مشيرة الى ان هذا الاهمال يكشف حقيقة مهمة وهي ان لبنان ما زال يتمتع بفرصة لبننة الاستحقاق الرئاسي وان كان يعمل على تضييعها. وخلصت الى ان عواصم القرار الاقليمية والدولية تركز فقط على التسوية السورية من خلال تأمين ظروف اللجوء السوري في اماكن انتشار النازحين وذلك بانتظار حلول موعد البحث بآليات العودة فيما لو كانت ممكنة الى سوريا على الاقل من قبل النازحين انفسهم.