IMLebanon

المصدر الموثوق الأوروبي مجدداً:  لبنان إلى الواقعية الرئاسية

يبدو أن كانون الاوَّل سيكون نوَّارًا، وهو بدأ بالحرية للعسكريين المخطوفين وبالفرحة لأهاليهم… إنه الصبر البنَّاء الذي يوصِل في نهاية المطاف إلى تحقيق الأهداف، وإذا كان كانون الاول قد بدأ هكذا فكيف سينتهي؟

وهل يشهد إلافراج كل ما هو مخطوف، حتى الإستحقاقات؟

الشكر كل الشكر لمَن ساهم في هذه العملية، وفي مقدَّمهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ومعالي الوزير نهاد المشنوق.

***

أبعد من إنتخاب رئيس جديد للجمهورية، لنستعرض الواقع الذي كان سائداً قبل 17 تشرين الثاني، تاريخ انعقاد لقاء باريس بين الرئيس سعد الحريري والوزير سليمان فرنجيه، فنُدرِك في أيِّ دَرْكٍ كنَّا؟

وأين نحن اليوم؟

كان الوضع على الشكل التالي:

شبهُ يأسٍ عام من إمكان إجراء إنتخابات للرئاسة، فكلُّ النظريات والتنظيرات كانت تقول إنَّ لا إنتخابات رئاسية في لبنان قبل إنتهاء الحرب في سوريا وقبل بدء تطبيق الإتفاق النووي الإيراني.

كانت التنظيرات تقول إنَّ لا أحد باله فينا:

الغرب منهمكٌ بمحاربة إرهاب داعش. في المنطقة هناك انهماكٌ بالحروب الدائرة ولا سيما في اليمن.

ثالث هذه التنظيرات أنَّ الطائف في حال موتٍ سريري وأنَّ أيَّ إنتخابات رئاسية لن تتحقق إلا بعد التوصل إلى تسوية داخلية تقوم على المثالثة بدل المناصفة.

رابع هذه التنظيرات أنَّ لا إنتخابات رئاسية قبل الإنتخابات النيابية التي يجب أن تُنجَز وفق قانون جديد يُظهِّر القوة التمثيلية الحقيقية لكلِّ فريق.

هذه كانت عيِّنة من المقولات التي كانت سائدة والتي ولَّدت الإحباط لدى اللبنانيين فجعلتهم يغرقون في النفايات وفي الحراك، ومنهم مَن اعتبر أنَّ لبنان أصبح جمهورية من دون رأس وأنَّ لا إنتخابات رئاسية في المدى المنظور.

***

هذا ما كان سائداً، فجأة إنقلبت الأمور رأساً على عقب بعد أن تمَّ التوافق بين الزعيمين الشابين الحريري وفرنجيه، كما قال مصدر أوروبي مطَّلع بالملف اللبناني والذي سبق وقال:

عملية إنضاج الرئاسة تتم رغم الإعتراضات إلى أحد أصدقائه اللبنانيين المقربين والذي كرر له اليوم البُشرى الثانية:

إفرحوا أيها اللبنانيون سيكون لكم رئيس.

بدورنا وإن كان التاريخ بات معروفاً لكن للضرورات الأمنية نمتنع عن تحديده.

***

تبيَّن أن جميع الأطراف في لبنان في حال تعب وأنهم، ولو بنسبٍ متفاوتة، يتطلعون إلى قارب إنقاذ سياسي يوصلهم إلى شاطئ أمان الإستحقاق.

فجأة، أين كنا؟

وأين أصبحنا بالفرح والرؤية المستقبلية الواعدة؟

– كان الحديث حديثَ نفايات فأصبح حديث رئاسة.

– كان الحديث حديث مثالثة فأصبح عودة إلى المناصفة.

– كان الحديث حديث انتظار لكل إستحقاقات الخارج ليتمَّ البتُّ باستحقاق الداخل، فأصبح الحديث أنَّ هناك إمكاناً لإنجاز الإستحقاق الرئاسي.

– كان الحديث أنَّ الإنتخابات النيابية يجب أن تسبق الرئاسة، فأصبح الحديث ان التراتبية عادت إلى إنتظامها، وبحسب المصدر الأوروبي الموثوق:

إنتخابات رئاسية، حكومة جديدة برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي سبق وقلنا مراراً وتكراراً إنه سيعود على حصان أبيض منذ أن تم سحب السجادة من تحت قدميه بتاريخ 13 حزيران 2011 وهو في خضم لقائه مع الرئيس الأميركي وقطع زيارته الدولية قائلين له إنهم قطعوا له تذكرة وان واي تيكيت اللهمَّ لا شماتة، فهي ليست من شيم الكبار، لكن المسامحة مع عدم النسيان من أكبر النِعم، ثم قانون إنتخابات، وإنتخابات نيابية وفق هذا القانون.

***

في اختصار، نحن في كانون الأول 2015 وما أن يطل عام 2016 إلاّ ونكون قطعنا إلى شاطئ الخير والأمل بإذن الله.

في هذا الشهر يمكن القول إنَّ لا عودة إلى الوراء في ما خصَّ الإستحقاق الرئاسي، كل ما يمكن قوله إنَّ النظريات والتنظيرات التي كانت سائدة، قد سقطت، لتحلَّ محلها الواقعية السياسية والرئاسية، مع التأكيد والتشديد على أن ربع الساعة الأخير وكذلك المئة متر الأخيرة في السباق، ستكون الأصعب.