على جدول أعمال مجلس الوزراء اليوم في جلسته التي ستُعقد في السراي الحكومية، إثنان وأربعون بنداً عادياً، لكن الكباش الحاصل بالنسبة إلى قانون الإنتخابات لجهة البطاقة البيومترية ومكان الإقتراع، قد يؤدي إلى إخراج الجلسة من وتيرة الهدوء إلى وتيرة النقاش الحاد بين الوزير المعني أي وزير الداخلية، والوزير جبران باسيل الذي يتمسك باقتراع الناخب في مكان سكنه من دون تسجيل مسبق، فيما الآخرون مع التسجيل المسبق.
بندان آخران قد يرفعان من حرارة الجلسة، هما بند عرض وزارة الطاقة ووزاة المال انتاج الكهرباء من طاقة الرياح، وعرض وزارة الطاقة تزويد مؤسسة كهرباء لبنان بحاجاتها من مادتي الفيول والغاز لمعامل إنتاج الطاقة لديها. من باب هذين البندين قد يُطرَح موضوع مناقصة المعامل العائمة أي البواخر أو المعامل العادية على اليابسة، وهنا قد يقع كباش آخر بين المطالبين بتسريع العملية، التي ما زالت تُجَرْجَر من نيسان الماضي، حيث يتقدم العارضون ولا يبقى في المناقصة سوى عارض واحد فتُلغى المناقصة، وهكذا دواليك. فهل يضع مجلس الوزراء يده على الملف من خلال اللجنة الوزارية، التي شكلها لتدرس ملف لجنة المناقصات قبل رفعه إلى مجلس الوزراء؟
لكن ليست هذه الملفات وحدها التي تشغل بال اللبنانيين، فهناك الملف الذي تنمو مخاطره بسرعة وهو ملف النازحين. آخر جولات الإهتمام بهذا الملف كانت أمس باجتماع السراي الذي ترأسه الرئيس الحريري واستكمل من خلاله ما كان تم التوصل إليه بالنسبة إلى هذه القضية التي يبحثها، من ضمن ملف محادثات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في الكويت في الزيارة التي يبدأها الأحد المقبل، خصوصاً أنَّ ملف النازحين سيشكِّل العبء الأكبر بالنسبة إلى لبنان للأسباب التالية:
موازنات المنظمات الدولية للسنة المقبلة، لا تلحظ المبلغ ذاته للمساعدات للنازحين بل تلحظ تخفيضات، ما يعني أنَّ لبنان لن تأتيه المبالغ التي كانت تأتيه من قبل، وبما أنَّ النازحين سيبقون في لبنان فإن جزءاً كبيراً من أعبائهم ستكون على عاتق الدولة اللبنانية.
ويأتي هذا العبء الجديد في وقت تترنح فيه خزينة الدولة اللبنانية تحت أعباء مترتبات جديدة، فكيف ستتحمَّل الدولة أعباء إضافية عن النازحين، في وقت لا تستطيع فيه تحمل أعباء مواطنيها، خصوصاً بعد سلسلة الرتب والرواتب؟
إنها الملفات المتراكمة التي تحتاج إلى إستقرار داخلي يتيح المعالجات من دون ضغوط، ومن دون محاولة تسجيل نقاط من فريق تجاه فريق آخر.
الجميع في مركب واحد، وفي حال اهتزَّ هذا المركب فإنَّ الجميع قد يكون في خطر.