قلّةٌ قليلة من اللبنانيين تنبّهت الاسبوع الماضي إلى أنّ رئيس الحكومة تمام سلام كان في نيويورك، والمناسبة هي لتوقيع اتفاقية باريس لتغيُّر المناخ، وإلقاء كلمة في المناسبة. ما يستدعي الإنتباه هو أنّ هذه الرحلة تُرتّب أعباء مالية على خزينة الدولة وكان بالإمكان تفاديها.
بعد رحلة نيويورك بات بالإمكان فَهم ما هو مقصود من القرارات الدورية لمجلس الوزراء القاضية بالموافقة على المشاركة في مؤتمرات وندوات ورحلات إلى الخارج، فمثل هذه القرارات المقصود منها، على سبيل المثال لا الحصر، الرحلة التي قام بها الرئيس سلام إلى نيويورك.
لكن على مَن نقرأ المزامير يا تُرى؟ ألسنا في جمهورية مليارات الدَين والمليارات المهدورة؟ وتكاليف رحلة من هنا ورحلة من هناك بماذا تُقدّم أو تُؤخّر في حجمِ الدَيْن المتراكم؟
أليس من الأجدى بدل السفر الى نيويورك، وفي كلفة السفر إلى نيويورك، أن يُستفاد من قيمة هذه التكاليف في رشّ المبيدات للتخفيف من الروائح الكريهة المنبعثة من النفايات أو آثار النفايات في بيروت وضواحيها الجنوبية والشمالية والشرقية وصولاً إلى أعالي المتن؟ وما تحمله من أوبئة وأمراض صدرية لصحة الأطفال وكبار السن والمصابين أصلاً بالأمراض التنفسية؟
لن يكون أحدٌ ليعتب علينا لو لم يشارك رئيس الحكومة في التوقيع في نيويورك، وكان بالإمكان أن يوقّع مندوب لبنان الدائم في الأمم المتحدة، لكن يبدو أنّ السفر إلى نيويورك رغبة لا تُرَد، خصوصاً ان ليس في لبنان ما يُفتَرَض متابعته: فلا أزمة في أمن الدولة، ولا أزمة في موضوع النفايات ولا أزمة كهرباء ولا أزمة شح مياه. كل الأزمات حُلّت، وكل الاستحقاقات المتراكمة ذُلّلت، ولم يبقَ سوى استحقاق واحد: التوقيع في نيويورك على اتفاقية باريس لتغيُّر المناخ.
في مطلق الأحوال، فإن العجلة الحكومية ستُعاوَد هذا الأسبوع، أو هكذا يؤمَل:
فبعد غد الأربعاء ينعقد مجلس الوزراء، ولن يكون موضوع أمن الدولة قد حُلّ لأنه لم يتسنّ للرئيس سلام الوقت لمعالجته لانشغاله بالسفر إلى نيويورك، لكن الإهتمام سيتركّز على إنضاج المناقصات واستدراج العروض في الثلث الأول من الشهر المقبل للمباشرة بأعمال كاسر الموج في المناطق التي تمّ التفاهم عليها، علماً ان موضوع الكوستا برافا لم يُنجَز بعد.
في مطلق الأحوال، لن تشهد البلاد أي تقدّم في الشهر المقبل الذي سيتميّز بالغَرَق في إلهاءات البلديات.
كانت هناك بلديات في أزمة النفايات، فماذا فعَلَت؟
ستكون هناك بلديات الشهر المقبل، وأزمة النفايات ما زالت قائمة، لنرَ ماذا ستفعل.