IMLebanon

كلُّ شيء مؤجَّل  إلا… معاناة الناس

كأنَّ الجهود لم تعد تنفع في هذا البلد ولهذا البلد، حتى زيارة رئيس جمهورية أمِّنا الحنون فرنسوا هولاند لم تُعطِ مفعولاً أكثر من أربعٍ وعشرين ساعة، فما كاد أن يُغادر لبنان حتى عاد كلُّ شيء إلى موقعه ومكانه، فعادت كلُّ الملفات دفعة واحدة لتُلقي بظلها على واقعٍ لبنانيٍّ سوداوي لا خروج منه في المدى المنظور:

الملفات تتكدَّس كالنفايات، حتى أنَّ روائحها السياسية كريهة كروائح النفايات، أما من أين نبدأ؟

فقد تصعب الإجابة، ولكن في أيِّ حال يجب أن نبدأ:

فملف النفايات الذي قيل عند البدء بمعالجته بعد تسعة أشهر من العجز والمراوحة والمماطلة، إنَّ المعالجة الموقتة ستستغرق شهرين، وفي غضون هذين الشهرين تبدأ المعالجات النهائية، مرَّ شهرٌ من هذين الشهرين، أي المدة المحددة، ولم يتحقق شيءٌ حتى الآن، فلا قضية الكوستابرافا تمت معالجتها، ولا جبل مكب برج حمود بدأ العمل به، أي كما كان الأمر قبل كانون الثاني 2015، أما ماذا سيكون عليه الأمر بعد شهر، أي بعد أن تنتهي المهلة التي حددها مجلس الوزراء، فالعِلمُ عند الله، ولكن لا بد من إنعاش ذاكرة المسؤولين أنه بعد شهر من الآن نكون عملياً قد دخلنا في موسم الحرارة المرتفعة والصيف، فماذا ستكون عليه حال الروائح وتكدس النفايات وتحللها على الطرقات بسبب الحر؟

***

هذا الكلام ليس من باب التهويل، بل إن واقع الأمر يفرض هذه التساؤلات التي تحوَّلت إلى درجة الهواجس والكوابيس، والمشكلة الكبرى ان لا معالجات في المدى المنظور، خصوصاً ان الشهر المقبل سيكون شهراً للإلتهاء بالإنتخابات البلدية والإختيارية بحيث تبدأ هذه العملية في الثامن من أيار، في كل عطلة أسبوع، لتنتهي في آخر الشهر.

يعني هذا الامر أنَّ حالاً من الغيبوبة السياسية ستكون مسيطِرة من اليوم وحتى أواخر أيار المقبل، حيث الناس سيكونون غارقين في الصناديق البلدية والإختيارية، ولأنَّ الوزراء منهم وفيهم فسيكونون غارقين أيضاً.

***

ويعني ذلك أنَّ معظم الملفات ستتجمَّد بما فيها ملف الإنترنت الذي يبدو أنَّ صراع المصالح سيدفع ثمنه المواطن اللبناني من خلال سوء خدمة الإنترنت.

***

أما المشكلة الكبرى ففي معضلة التشريع وقانون الإنتخابات:

اليوم طاولة حوار ستبحث في موضوع جلسات التشريع، لكنَّ فئةً وازنة على طاولة الحوار تربط هذا الأمر بإنجاز قانون جديد للإنتخابات النيابية، مع عِلم الجميع أنَّ هذا الأمر لن يتحقق في القريب العاجل.

***

إذاً، كل شيء مؤجَّل إلا معاناة الناس.