IMLebanon

تجاوز الصغائر لحماية لبنان من الاعظم؟!

  

 

… ولبنان على عتبة نهاية مهلة الاسبوع التي حددها الرئيس المكلف سعد الحريري لاعلان ولادة «حكومة الوحدة الوطنية» العتيدة، مشفوعة بمباركة خاصة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتي تنتهي (مبدئيا) يوم غد الثلاثاء، فإن الانظار تتجه الى ما بعد عودة الرئيس الحريري من باريس، وما آلت اليه لقاءاته في العاصمة الفرنسية، خصوصاً مع الوزير جبران باسيل، كما ومع رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع.. كما والى ما بعد طلّة الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله الاعلامية، ليل أول من أمس، وقد تناول فيها مسألة تشكيل الحكومة العتيدة مؤكداً تمسك بتمثيل «اللقاء التشاوري» في الحكومة العتيدة، الذي كان، ولايزال أحد العقد المتبقية في عرقلة ولادة الحكومة العتيدة..

 

الجميع يصرون على ضرورة تشكيل الحكومة العتيدة في أسرع وقت ممكن.. وهناك مساعٍ حثيثة على هذا الخط.. ومهلة الحريري – بري تتآكل، والاجواء ماتزال ضبابية و.. الواضح حتى اليوم، ومن خلال ما توفر من معطيات ومعلومات ترجح «الايجابيات» و»التفاؤل» على «السلبيات» و»التشاؤم» التي دخلت على الخط من خلال عقدة «الثلث الضامن» لفريق رئيس الجمهورية، كما ومن خلال تمسك فريق واسع، وتحديداً «حزب الله» والرئيس نبيه بري، بتمثيل «اللقاء التشاوري» (السني) في الحكومة مباشرة، كما وفي إعادة توزيع الحقائب الوزارية؟!

 

في طلته الاعلامية، ليل أول من أمس، تناول الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله، مسألة تشكيل الحكومة العتيدة، وبهدوء وموضوعية لافتين الى «ان الرئيس الحريري يحاول تدوير الزوايا مع كل القوى السياسية في لبنان..» ما يؤشر الى ان انفتاح الحريري، لم يمر مرور الكرام بل ترك اثاره في مواقف المقربين والخصوم، سواء بسواء… خصوصا، وان الاسابيع الآخيرة الماضية اظهرت ان الحديث عن حرص الحزب على الانفتاح والتعاون والتعامل مع الرئيس الحريري، لم تكن مجرد كلام وشعارات على رغم اقرار الجميع بالتباين بين الفريقين ازاء العديد من القضايا.. وعلى ما يظهر، فإن تطلعات السيد نصر الله للتعاون مع الرئيس الحريري بعيدة المدى اذ لا بديل عنه، وهو مصر على تشكيل الحكومة برئاسته، نافياً ان تكون ايران وسوريا تتدخلان في مسألة تأليف الحكومة..».

 

1 Banner El Shark 728×90

 

ترتفع الاصوات الداعية لعدم الوقوع في تجارب افخاخ الماضي، المريرة، والمطالبة بالتخلي عن النكد السياسي، والشد على الذات والتنبه الى ما يجري حول لبنان من تطورات وأزمات وتوترات اقليمية – دولية، قد تتحول، في لحظة ما، الى سخونة وحرب، ليبنى عليها الدعوات للاسراع بتشكيل الحكومة، وليست أية حكومة، بل «حكومة الوحدة الوطنية» التي لا تستثني أحداً من الافرقاء الاساسيين، خصوصاً وان البعض يرى في ما حصل الاسبوع الماضي، من «نفس ايجابي وزخم وتعاط جديد باتجاه حسم الامور، وانهاء ملف الشغور الحكومي، لم يأتِ من فراغ..» وإن راح البعض بعيداً في تصوير الازمة، على  أنها بداية لاحداث تغيير في النظام اللبناني، وإعادة الامور الى ما كانت عليه قبل الطائف، وتحديداً لجهة صلاحيات رئاسة الجمهورية على رغم ما يراه البعض من «استرخاء» يسود أجواء الرئاسة الأولى، وعلى رغم تشديد الرئيس العماد عون على «وجوب ان تبلغ المشاورات الجارية حول الحكومة محطة النهاية لجهة الاسراع في تأليفها، لأن البلد لم يعد يحتمل مزيداً من هدر الوقت.. وصار من الواجب الالتفات الى ضرورات الداخل وأولوياته وإطلاق ورشة العلاج..»؟!

 

على ما قلنا الجميع ينتظر مرحلة ما بعد عودة الحريري من الخارج، حاملاً معه المزيد من التمنيات الدولية – الاوروبية (وتحديداً الفرنسية) بوجوب تجنيب لبنان ما يمكن ان يحصل في المنطقة، وتوفر شبكة الامان بتشكيل حكومة.. وفي هذا، تنقل مصادر مقربة جداً من الرئيس الحريري اصراره على المضي في مسيرة تأليف الحكومة.. «وهو لم يفقد الأمل يوماً ومازال حتى اللحظة يدور الزوايا، وكل همه الناس والبلد والحفاظ على ثقة العرب والعالم فيه» ومؤكداً «ان اليد ممدودة للتعاون والتنسيق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.. وسنرى حكومة الوفاق الوطني قريبا..».

 

المهلة الحريرية تتآكل.. والأجواء تؤكدان لا إعتذار، وغير فريق يؤكد على «الأجواء الايجابية» باحتمال ولادة الحكومة العتيدة خلال الايام القليلة المقبلة وان من دون مؤشرات ملموسة.. والرئيس الحريري عازم على حسم خياراته.. والاعتذار غير وارد.. بصرف النظر عما اذا كان هناك «قطبة مخفية»او غير ذلك؟.

 

لقد أعطت طلّة السيد نصر الله، ليل أول من أمس، انطباعاً واضحاً خلاصته تشكيل «حكومة وفاق وطني» برئاسة الرئيس سعد الحريري – دون سواه – مع الاخذ بعين الاعتبار تمسك الحزب بتمثيل «اللقاء التشاوري».. وتحفظ، بل رفض – رئيس الجمهورية انعاش «حكومة تصريف الأعمال» وتعاطى الافرقاء كافة – وعلى تنوع واختلاف توجهاتها – بأن ما يحصل في المنطقة، وما يمكن ان يحصل يحتم تجاوز الصغائر الداخلية لحماية البلد من «الآتي الاعظم»؟!