Site icon IMLebanon

استبعاد اختراق الأزمة الحكومية قبل آب حملة عون زادت التعقيدات أمام تعيين روكز

على رغم الاستعدادات التي يبديها الرئيس تمام سلام لاستيعاب الموقف التصعيدي للعماد ميشال عون وترجيح الدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء قريباً، ليس من المرجح ان تسفر أي جلسة محتملة عن اي نتائج أقله ليس قبل آب المقبل الموعد المفترض لتعيين رئيس اركان جديد للجيش، حيث تنحو الأمور في اتجاه تعيين رئيس جديد للاركان انطلاقاً من ان الحزب التقدمي الاشتراكي يفضل عدم التمديد لرئيس الاركان الحالي ما لم يساهم تعطيل التيار وحلفائه لجلسات مجلس الوزراء دون حصول التعيين، وتالياً الاضطرار الى التمديد قسراً لرئيس الاركان الحالي. فالجمود في الحلول او التسويات بات سيد الموقف بحيث ان الخروج من المأزق الحالي الذي يكبر يومياً يصطدم بجملة عقبات. اذ ان انعقاد جلسات مجلس الوزراء باتفاق بين الرئيس سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري لا يبدو انه يضمن امكان ان يأتي بنتائج إذا كان ثمة تضامن لكل فريق 8 آذار مع عون باستثناء بري. ذلك ان عون الذي يعطل جلسات مجلس الوزراء رغبة منه في استباق انتهاء مهلة ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي في الخريف المقبل بمطالبته بتعيين صهره العميد شامل روكز قائداً للجيش يعمد الى حشر جميع الأفرقاء ودفعهم الى الخضوع للضغوط التي يمارسها مع حلفائه علماً انه ساهم في تعقيد تعيين روكز على مستويات عدّة. إذ في الوقت الذي حظي بتعهدات من تيار المستقبل بتعيين روكز في قيادة الجيش والتزام ذلك في الوقت المناسب، وهو ما أشار اليه هو نفسه، فانه قد يكون وضع عصي كثيرة أمام تعيين روكز. إذ قد يصعب تبليع الكونغرس الاميركي بعد الحملات الحادة لعون والاصرار على اختصار ولاية قهوجي ومحاولة رسم خريطة لقيادة الجيش تغطي عملياً “حزب الله” في حروبه الصغيرة في لبنان وخارجه ان روكز لا يوالي ” حزب الله” مثلاً على رغم ان القيادات العسكرية الاميركية تعرف روكز جيداً ولا يثير قلقها أو مخاوفها. إلا ان هذا العامل برز في ضوء حملات عون بحيث لم يخف السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل الذي يستعد لمغادرة مركزه في بيروت استعداده لمحاولة طمأنة الكونغرس الاميركي الى روكز متى أو في حال اتفق الأفرقاء السياسيون على تعيينه في قيادة الجيش. ومن غير المستبعد ان يكون عون أثار حفيظة دول أخرى كالمملكة العربية السعودية التي تساعد الجيش بمليارت الدولارات من الاسلحة التي عقدت اتفاقات مع فرنسا من أجلها باعتبار انه يبدو مستغرباً هذا الاصرار من جانبه على تعطيل البلد إذا كان حصل على التعهدات اللازمة لتعيين روكز.

التعقيد الآخر الذي اضافه عون يتصل بالتعطيل الذي يمارسه بحيث ان التزام الأفرقاء الآخرين تعهداتهم بتعيين روكز في الوقت الملائم بعد شهر أو شهرين قد يبدو في ظل المأزق الذي غرق فيه البلد بمثابة انتصار حققه وتنازلات اضطر اليها الآخرون، في الوقت الذي يستطيع هو استثمار ذلك سياسياً لمصلحته وحلفائه. وهو الأمر الذي قد يدفع الآخرين الى تأجيل بت تعيين روكز قائداً جديداً للجيش لئلا يعطوا عون وحلفاءه ورقة ضغط يستطيعون اللجوء اليها حينما يشاؤون بحيث يرضخ الآخرون لهم من أجل عدم الاستمرار في تعطيل البلد ومصالح الناس.

ثمة مظاهر وتداعيات مرتبطة بالأزمة القائمة على التعيينات الامنية لعل أبرزها:

ان استمرار عون في تعطيل مجلس الوزراء قد يؤدي الى استفزاز رد فعل رافض للخضوع للضغوط لا بل الى استسلام 14 آذار كلياً لطلبات عون وحلفائه ما قد يؤدي بديهياً الى التمديد لقائد الجيش الحالي لسنتين اضافيتين على الأرجح.

ان “حزب الله” يستمر في الثناء في جلسات الحوار التي يعقدها مع تيار المستقبل على العماد قهوجي ما لا يشي بحماسته لتعيين العميد روكز مكانه في المدى المنظور في الوقت الذي يتمسك الحزب بدعم ترشح عون للرئاسة الأولى. ما يفهم منه رغبة الحزب في الابقاء على الستاتيكو الحالي من دون أي تغيير ومن دون حماسة كبيرة لاجراء انتخابات رئاسية ربما تأتي بغير عون لرئاسة الجمهورية.

ان تعيين روكز قائداً للجيش سيؤدي الى ابطال حظوظ العماد عون للرئاسة الاولى انطلاقاً من أنه يصعب أن لم يكن يستحيل تسليم مقدرات البلد وقيادة مؤسساته له ولأقرباء له ان لم يكن لفريق 8 آذار علماً ان قيادة الجيش لا تقل في موقعها ودورها أهمية عن موقع رئاسة الجمهورية خصوصاً من زاوية ان موقع قيادة الجيش هو الوحيد للمسيحيين بين القيادات العسكرية في المنطقة. وفي هذه النقطة بالذات فان البعض لا يستبعد احراق فرص روكز من أجل استمرار حظوظ عون للرئاسة قائمة.

هل ثمة امكان للتسوية يمكن أن يعمل عليها بين تيار المستقبل و”حزب الله” علماً ان الأخير يضع عون ومطالبه في الواجهة أم ان المطلوب دفع الأفرقاء الآخرين الى التسليم بكل شروط وطلبات عون والحزب؟ وما هو ثمن التسوية أو كلفتها في حال كانت واردة خصوصاً ان أثماناً باهظة بات يدفعها البلد ثمناً للتعطيل أو في حال ان الأفق ليس مفتوحاً على تسوية اقليمية تؤدي الى تسوية سياسية في البلد انطلاقاً من اهتمامات اقليمية وخليجية أو سعودية تحديداً بأوضاع عدّة في المنطقة فيما لبنان لا يبدو على رادار هذه الاهتمامات.