Site icon IMLebanon

الوجود الروسي وطموحات إيران!

يبدو أن القيصر فلاديمير بوتين مقتنعٌ بأهميّة إشراك الدول العربيّة الفاعلة في صنع الحلّ السياسي للكارثة السوريّة التي تضاهي كل ما حلّ بدول المنطقة.

وهذا الاقتناع يعني، في رأي الخبراء والمخضرمين، أن على إيران أن تتحضّر نفسيّاً وعمليّاً وسياسيّاً لإعادة النظر في خريطة طموحاتها، كما في سعيها إلى فرض نفوذها على المنطقة كزعيمة وحيدة، مُطلقة اليد، مُطلقة الصلاحيّات.

ماذا يعني ذلك في العرف السياسي؟

يعني في رأي المجرّبين أن حساب الحقل لم يطابق مع طهران حساب البيدر. وكان من الطبيعي أن يتلخبط كل ما رسمته.

لقد اضطرت الجمهوريّة الإسلاميّة الطامحة إلى مركز الامبراطوريّة “القديمة” إلى دبّ الصوت، والاستغاثة بالقيصر الروسي. وهنا عند هذه النقطة اختلط النقل بالزعرور. واستيقظ القادة الكبار في طهران من رقدة النشوة والنوم على حرير المخطّطات بعد الانسحاب الأميركي من رمال الشرق الأوسط ووحوله.

إلا أن الواقع على الأرض في سوريا والعراق واليمن وليبيا يشهد بالأدلّة، والبيّنات، والوقائع أن إيران لم تتمكّن، على رغم كل ما بذلته، من إنقاذ الحليف السوري القديم هو ونظامه.

فالاحتكام سيكون إلى الحلول السياسيّة، التي يحرص بوتين على إشراك مصر والمملكة العربيّة السعوديّة وتركيا والأردن ودول أخرى في البحث عنها، وعن الطرق والوسائل المؤدّية إليها.

إنما لن يكون أي حلّ، يتم التوصّل إليه، في مصلحة الأحلام والمخطّطات الإيرانيّة، بل ربما أخذ في طريقه حتى أقرب الاحتمالات وأقرب الدول إلى إيران، وربما لبنان أيضاً وتلقائيّاً.

فالقيصر أعلن بصراحة أنه جاء إلى المنطقة مع أساطيله ليوقف الحروب العبثيّة، ويوفّر الحماية للأقليّات والمسيحيّين، وللبنان أيضاً.

وهذا الفارق البسيط في الحسابات والتطوّرات سيحدث حتماً التبدّل التاريخي في المنطقة، ودولها، والدول المتطلّعة إلى انتشار نفوذها وهيمنتها منذ عشرات السنين.

فعلى هذا النوع من الحالمين، مهما بلغ من الذكاء، أن يحسب حساباً خاصاً لـ”لعبة الأمم” التي لم يقدر الاتحاد السوفياتي نفسه على الوقوف في وجهها.

وفي هذا السياق، وتأكيداً لكل الاحتمالات، يُفضَّل الاستعانة بالموقف السعودي الجديد. فالملك سلمان بن عبد العزيز حرص على الإعلان أنه “يقيّم عالياً الدور النشيط الذي تلعبه روسيا في العملية السلميّة في سوريا”. وقد تلقى مكالمة في هذا الخصوص من الرئيس فلاديمير بوتين.

يبقى أن المتوقّع والمنتظر حصول تغييرات جذريّة في مختلف المعادلة، وإيقاف رحلة الضياع والانهيار الجماعي.

فهل تَصْدُق قارئة الفنجان؟