يكادون لا يتوقّفون عن التأكيد على أن الانتخابات النيابية العامة ستُجرى في موعدها المقرَّر يوم الأحد الواقع فيه الخامس عشر من شهر نوّار المقبل.
اذاً، كلّهم (من الأفرقاء جميعاً) يعلنون أن الساعة (ساعة الانتخابات) «آتيةٌ لا ريب فيها»… واللافت أنهم، كلّهم أيضاً، يضيفون العبارة الآتية، كلٌّ باسلوبه: ما حدا بيسترجي يحمل مسؤولية تطيير الانتخابات، لأن التدابير ستكون زجرية وقاسية جداً في حق المعرقلين… وسيُشارك في اتخاذها غيرُ بلدٍ ومنظمة وهيئة عالمية وإقليمية كذلك؟!.
وعلى حد ما يقول مرجع روحي كبير: يعني لولا التلويح بالعصا الغليظة الأجنبية، وخصوصاً الغربية (الفرنسية – الأميركية) لكانوا جاهروا برغبتهم الحقيقية في إرجاء الاقتراع والتمديد للمجلس النيابي الحالي بضعة أشهر، لعل وعسى…
لذلك يريد كل منهم تهريب الانتخابات من دون أن يكون في الواجهة…
وفي «المعلومات» المتواترة (ونسميها معلومات بتحفظ) أن بعض المتحمسين للتمديد للنواب، لا يريد أن ينسحب الأمر على رئاسة الجمهورية، وهذا البعض ليس في فريق واحد، إنما هو في جهتين أو ثلاث على الأقل. وهو يرى أن الفراغ الرئاسي تحصيل حاصل.
ويستعرض أسماء المرشحين البارزبن في الساحة، فيستبعد النائب جبران باسيل لأسباب موجبة طويلة عريضة، ويعددها (…). ويستبعد الدكتور سمير جعجع، لأسباب هي أيضاً طويلة عريضة ويعددها (…).
ويحتار أمام اسم سليمان فرنجية، فيقول إنه يملك الأكثرية المطلوبة لانتخابه رئيساً للجمهورية، ولكنه يفتقر الى الدعم المسيحي العريض. فالتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والكتائب اللبنانية ستقف ضدّه بالتأكيد، كلٌّ من موقع مختلف.
ويمضي في الكلام، فيقول: في هكذا حال نعرف أن الولايات المتحدة الأميركية تُعارض باسيل بشدة، وتؤيد جعجع بتحفظ، ولا تحبّذ فرنجية ولكنها لن تعرقل انتخابه… أما إذا زكّته باريس فيسقط التردّدالأميركي… وأما الشخصية، المؤهّلة للرئاسة والمدعومة أميركياً بامتياز فهي قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يحظى بإعجاب الأميركي بقوّة (…).
في أي حال يبقى الهم الانتخابي هو المتقدِّم على سائر الهموم في هذه المرحلة كون الاستحقاق النيابي بات داهماً، والتراجع في الشعبية هو السمة التي يلتقي حولها الجميع.