Site icon IMLebanon

مغتربو “الشمال الثالثة” يُسجّلون الهدف الأول في مرمى باسيل والسلطة

 

دخل لبنان مرحلة إجراء الإنتخابات النيابية بعدما جرت المرحلتان الأولى والثانية من انتخابات المغتربين، ما يُثبت أنّ هذا الإستحقاق سلك طريقه الصحيح. وعلى رغم محاولات العرقلة، إلّا أن الرأي العام المحلّي والخارجي نجح في تثبيت موعد الإنتخابات، وبالتالي فإن لبنان أمام أسبوع حاسم يُتوّج يوم 15 أيار بانتخابات ستكون مفصليّة.

وإذا كان الإغتراب يؤدّي دوره البارز في معظم الدوائر، إلاّ أن دائرة الشمال الثالثة التي تضمّ أقضية البترون والكورة وبشرّي وزغرتا كانت القصّة كلّها في استحقاق المغتربين، إذ تسجّل نحو 27 ألف مغترب في هذه الدائرة ما أرهق كاهل رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل وجعله يبتكر أي وسيلة من أجل تطيير تصويت المغتربين.

وعندما سقط الطعن الذي قدّمه أمام مجلس شورى الدولة من أجل نسف انتخاب المغتربين والعودة إلى الدائرة 16، إستعمل سلطته في وزارة الخارجية حيث فعل كل شيء من أجل عرقلة انتخاب المغتربين وخصوصاً في سيدني ومعظم أرجاء أستراليا.

ولحظة تسجّل هذا العدد من المغتربين حاول باسيل التسويق أن هؤلاء ليسوا سوى مهاجرين جدد ولن يغيّروا شيئاً في النتيجة، إذ إن غالبيتهم كانوا في لبنان عام 2018 واقترعوا للوائح المعارضة، أي إنه لم يُضف أي اسم جديد إلى الكتلة الناخبة، لكن الحقيقة كانت مغايرة، إذ إنّ النسبة الأكبر من المسجلين في دائرة الشمال الثالثة هي في أستراليا وكندا وأميركا وهؤلاء بمعظمهم عائلات كانت موالية لـ»القوات اللبنانية» هاجرت أثناء الحرب، أو من عائلات مقاتلي «القوات» التي تعرّضت للإضطهاد فترة الإحتلال السوري وهاجرت وغالبيتها تسجّلت وتنتخب للمرّة الأولى.

ويعرف جيداً أن هناك بلدات في أقضية الشمال المسيحي يفوق عدد المغتربين فيها عدد قاطنيها بأضعاف، من هنا كانت نسبة التسجيل العالية، في حين أن هناك قسماً آخر يصوّت لقوى معارِضة مثل رئيس حركة «الإستقلال» ميشال معوّض والمرشح مجد حرب وبعض القوى الثورية، إضافةً إلى وجود لتيار «المردة».

وبعد محاولة تشتيت العائلات الناخبة في أستراليا عموماً وسيدني خصوصاً، بادر الناشطون في الإغتراب إلى وضع خطة بديلة إذ حجزوا مكاتب سيارات واستنفروا من أجل التصويت لمعاقبة من حوّل البلد إلى جهنم ويريد أن يمنع صوتهم من الوصول.

تذكّر المغترب في أستراليا وعادت به الذاكرة إلى زمن الإنتخابات في ظل الإحتلال السوري، فكل ما جرى في يوم الإقتراع من تشتيت للعائلات وعرقلة كان هدفه إنجاح رجل العهد الأول، وعلى الرغم من كل تلك العراقيل وصلت نسبة الإقتراع في أستراليا إلى حدود عالية خصوصاً بين أبناء أقضية البترون وبشري وزغرتا والكورة، وقد ترافقت هذه العملية مع تصويت كثيف لمغتربي الدائرة الثالثة في كندا وأميركا وأوروبا والإمارات، التي اصطفّ الناخبون فيها بالطوابير أمام مراكز الإقتراع متحدّين كل عوامل الطبيعة، والدول التي جرت فيها الإنتخابات، ما يدلّ على أن هذه القوة الإغترابية قادرة على التغيير.

وأتى التصويت الكثيف في هذه الدول لينضم إلى المغتربين الذين صوّتوا في الدول العشر التي جرت فيها الإنتخابات يوم الجمعة، إذ إن المعلومات تشير إلى تصويت نحو 1350 مغترباً من دائرة الشمال الثالثة في هذه الدول، أي بنسبة كبيرة جداً وصلت في بعضها إلى 70 في المئة، في حين تقدّر الماكينات الإنتخابية استحواذ «القوات» على نحو نصفهم، بينما هناك رأي عام خارج الحزبيين قد يصوّت للائحة «القوات» ويتوزّع معظم الناخبين الآخرين على اللوائح المعارضة والثورية.

إذاً، قال المغترب في دائرة الشمال الثالثة كلمته وصوّت بكثافة ولم يرضخ لإرادة باسيل والسلطة، في نداء إلى أهله ليلاقوه من أجل التغيير وللتشجيع على المشاركة الكثيفة، إذ إنها الفرصة الأكبر في مسيرة بناء الدولة ومحاسبة السلطة التي أفقرتهم وجوّعتهم وهجّرتهم وسلّمت الدولة إلى «الدويلة».