IMLebanon

المغتربون ثروة لبنانية

 

 

شاءت الظروف أن أقوم بثلاث رحلات الى عالم الاغتراب، كانت الأولى الى ساو باولو (البرازيل) إستغرقت 14 ساعة في الطائرة من باريس، وصودف اثناء وجودي فيها انعقاد مؤتمر للإنتشار اللبناني (المغتربين من أصل لبناني) برئاسة شخصية لبنانية بالطبع، شارك فيه عدد كبير من زعماء الانتشار خصوصاً في أميركا الجنوبية: الارجنتين والأكوادور وأيضاً المكسيك وڤنزويللا الخ…

 

اللافت للنظر مستوى المشاركين في ذلك المؤتمر: عدد كبير من رؤساء جمهورية ورؤساء حكومات ووزراء ونواب وحكام ولايات الى كبار رجال الأعمال (…).

 

اكتشفت يومذاك، من خلال الكلمات التي أُلقيت، أهمية المتكلمين… إنّه لأمرٌ مذهل فعلاً، خصوصاً عندما سنحت لي بعض الفرص أن أتعرّف الى بعضهم عن قرب وأن أحصل على معلومات عن أعمالهم ونجاحاتهم وإنجازاتهم في بلدان انتشارهم.

 

الى ذلك، لاحظت أنّ المصارف اللبنانية أدركت أهمية الإغتراب، لذلك أوفدت عدداً من ممثليها لفتح فروع لها في تلك البلدان التي ينتشر فيها اللبنانيون حديثو الهجرة والمتحدّرون من أصل لبناني بالطبع.

 

ولا بد من الاشارة الى «بنك بيروت» الذي اشترى مصرفاً في اوستراليا وافتتح 25 فرعاً هناك، والحمد لله هو اليوم من أهم المصارف في البلاد الاوسترالية.

 

وقمت برحلة سياحية الى ريو دو جانيرو، حيث تنتشر المطاعم اللبنانية بالمأكولات اللبنانية ذاتها (التبولة، الكبة النيّة، الحمص…).

 

ورحلة ثالثة الى الارجنتين حيث استقبلتنا عقيلة رئيس الجمهورية، وللمناسبة فهذه السيدة الأولى هي لبنانية، وقد تبيّـن لنا كم أنهم يتمسّكون بلبنانيتهم، وهناك حكام ولايات كثر من أصل لبناني، علماً أنّ الهجرة الى البرازيل والارجنتين هي من أوائل الهجرات خصوصاً في القرن التاسع عشر.

 

وتجدر الإشارة كذلك الى أنّ هناك 16 مليون مهاجر لبناني، وتفيد دراسات موثوقة الى أنّ نصفهم لا يزالون على تواصل بشكل أو بآخر مع لبنان، وأنّ نصف هؤلاء من كبار أثرياء العالم وبالذات كارلوس سليم، على سبيل المثال لا الحصر.

 

وفي رحلتي الى أوستراليا لفتتني الكنائس والمساجد والمدارس اللبنانية العديدة، وخصوصاً الصحف الأربع التي يصدرها زملاء لبنانيون باللغة العربية… وأيضاً مجموعة من الاذاعات باللغة العربية.

 

ولا يزال المغتربون ينطقون بالعربية كما بلغة البلدان التي يقيمون فيها… خصوصاً قدامى المهاجرين الى البرازيل.

 

ومعظم اللبنانيين في اوستراليا هم من بلدات شمالية.

 

استذكرت هذه الوقائع لمناسبة المؤتمر الاغترابي الذي ينعقد فقط لثلاثة أيام… والواقع أنّ حضور هذه الشخصيات العديدة ليتكلم أحدهم بضع دقائق معدودة وهم قد استغرقوا ربما يوماً أو أكثر ليصلوا الى لبنان.

 

وأود أن أشير الى أنّ الأهم من ذلك كله هو أن لا نغرقهم في خلافاتنا ومشاكلنا… وأن يعرفوا أننا عاجزون عن انتخاب رئيس للجمهورية إلاّ بشق النفس، والانتخابات النيابية كذلك يسبقها تمديد أول وثان وثالث، وتشكيل الحكومة يستغرق سنة… وإقرار الموازنة أكثر من نصف سنة الخ…

 

يجب أن يتضافر المسؤول والمواطن على توفير سائر عوامل الجذب لأهلنا في الاغتراب ليأتوا الى لبنان وخصوصاً ليستثمروا فيه…

 

عوني الكعكي