Site icon IMLebanon

توقع خطوات جديدة على مسار حوار حزب الله ــ المستقبل

تكتسب جلسة الحوار بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، أهمية تكاد تفوق أهمية انطلاقة هذا الحوار، نظراً الى التوقيت الدقيق الذي انعقدت فيه، فيما ينغمس لبنان كله في مواجهته للإرهاب الذي بات يستهدف الحدود بشكل دوري سواء على جبهة رأس بعلبك، أو على جبهة جرود عرسال. وتوحي التطوّرات الأخيرة لجهة تزايد وتيرة التهديد الإسرائيلي من جهة والإرهابي من جهة ثانية، بمرحلة بالغة الصعوبة تنتظر الساحة الداخلية، وقد تنبّه لها باكراً المسؤولون في الحزب، كما في «المستقبل»، فكان الحوار الهادف إلى تهدئة الصراعات المحلية، والبحث عن صيغة توافق ولو بالحد الأدنى، بهدف قطع الطريق على كل السيناريوهات المرسومة لإحداث تفجير مذهبي ينقل الصراعات الإقليمية إلى لبنان من بوابة الصراع السوري. وفيما لم تتّضح بعد صورة الوضع جنوباً في ضوء حال الاستنفار الإسرائيلي خوفاً من ردّ «حزب الله» المرتقب على عدوان القنيطرة، فإن الجبهة الداخلية تتّجه لتصبح أكثر تحصيناً، وهو ما تسعى إليه الجلسة الحوارية الأخيرة، على حدّ قول مصادر سياسية مواكبة. وقد أكدت هذه المصادر، أن مسار الحوار الجاري، وبصرف النظر عن كل ما يرافقه من قراءات غير تفاؤلية، ما زال على السكة الصحيحة، وهي تهدف إلى الإمساك بالوضع الأمني والحفاظ على الهدوء في الشارع، ودعم حكومة المصلحة الوطنية، وذلك بانتظار حلحلة أزمة الإستحقاق الرئاسي وإجراء انتخابات رئاسة الجمهورية.

وإذا كانت النتائج الأولية للحوار بين الحزب و«المستقبل» لم تتّضح بشكل عملي باستثناء التراجع في حدّة الخطاب الداخلي والتوافق على إطلاق الخطة الأمنية في بيروت والبقاع كما في سائر المناطق الأخرى، فإن المصادر السياسية نفسها، توقّعت خطوات جديدة في الايام المقبلة، خاصة وأن الغطاء الاقليمي لهذا الحوار ما زال يشكّل عامل ضغط إيجابي ويدفع باتجاه إنضاج ظروف الحوار الوطني على أكثر من صعيد، وليس فقط بين «حزب الله» و«المستقبل». واعتبرت أن الخرق الذي ستحدثه جلسات الحوار المتتالية إيجابي في الدرجة الأولى، وتترجم مفاعيله في الشارع يوماً بعد يوم، وإن كانت بعض الأصوات ما زالت ترسم صورة قاتمة عن إمكان الوصول إلى اتفاق حول قضايا داخلية وليس إقليمية. وأكدت أن الإرادات الداخلية مصمّمة وحريصة على إنجاح الحوار وعلى استكماله مهما كانت العقبات الحاضرة والمستقبلية، خصوصاً بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، وفي موازاة ذلك، فإن الخلاف لا يقتصر على ملف أو ثلاثة بل يتجاوز الملفات المحلية من سياسية وأمنية واقتصادية إلى تباين حول الرؤية للصراع الدائر في سوريا، ومشاركة «حزب الله» إلى جانب النظام السوري في هذا الصراع، كما إلى طبيعة الواقع الأمني على الساحة المحلية لجهة انتشار السلاح واحتكار قرار الحرب، وصولاً إلى التباين اليوم حول شكل وحجم ردّ «حزب الله» على عدوان القنيطرة، حيث يتخوّف تيار «المستقبل» من اتساع رقعة المواجهة مع العدو الإسرائيلي.

واستدركت المصادر نفسها، مشيرة إلى أن الأولوية لدى فريقي الحوار، ما زالت حماية لبنان والتركيز على استبعاد كل ما من شأنه تحويل الجهود عن هذا الهدف، وبما فيه الخلافات ذات الطابع الأمني، وإن كان التهديد الإسرائيلي وتطوّرات الخطة الأمنية قد حضرا في جلسة الحوار، ولكن تحت عنوان الحفاظ على ما تحقّق في الجلسات السابقة من تهدئة أولاً، والسير في الخطة الأمنية ثانياً، والبحث عن القواسم المشتركة ثالثاً.

وخلصت المصادر السياسية ذاتها، إلى أن هاجس مكافحة الإرهاب لا يزال العنوان الأساسي لجلسات الحوار، تزامناً مع تبريد الأجواء الداخلية، مما يجعل من هذا الحوار ناجحاً وقادراً على تحييد الساحة اللبنانية عن كل الصراعات الإقليمية، وبشكل خاص الصراع المذهبي.